صغارٌ في محارق الموت.. كيف يلوِّث الحوثي عقول الأطفال؟

الأربعاء 22 يوليو 2020 15:11:11
صغارٌ في محارق الموت.. كيف يلوِّث الحوثي عقول الأطفال؟

يمثّل تجنيد الأطفال قسرًا والزج بهم في جبهات الموت واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران.

ومع واقعة اختفاء أي طفل في مناطق سيطرة الحوثيين، فإنّ الشكوك تحوم كثيرًا حول أن يكون وراء ذلك حلقة جديدة من التجنيد الإجباري الذي تمارسه المليشيات الحوثية ضد الأطفال.

ففي محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، كشفت إحدى الأسر عن اختفاء طفلها في ظروف غامضة، وكشفت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، أن الطفل عبدالواسع كمال العيدروس اختفى عقب خروجه من منزل الأسرة في قرية المحادب بمحافظة إب.

اختفاء الطفل جاء في وقتٍ تنامت فيه ظاهرة اختفاء الطلاب والأطفال من شوارع ومدارس محافظة إب، مع ظهور أعداد منهم في وقتٍ لاحق بجبهات القتال أو السجون الحوثية.

وتملك المليشيات الحوثية باعًا طويلة من جرائم التجنيد القسري والزج بالأطفال في جبهات القتال، ضمن إرهابٍ غاشم لا يجب أن يمر من دون محاسبة هذا الفصيل الإرهابي.

ويمثّل التجنيد القسري واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحوثيون ضد الأطفال، ومع حلول كل صيف، يكثر الحديث عن "المراكز الصيفية" التي أنشأتها المليشيات الحوثية عملًا من هذا الفصيل الإرهابي على دعم صفوفه والزج بالأطفال في جبهات القتال.

وهناك مخاطر فكرية وتدميرية ستنتج عن إطلاق مليشيا الحوثي ما يسمى المركز الصيفي في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها، وفق صحيفة عكاظ التي أشارت إلى يُخصّص لعقد دورات طائفية وفكرية تدميرية.

وتستبق المليشيات الحوثية، هذه الدورات بحملات في المساجد والأحياء تطالب السكان بالدفع بأولادهم إلى هذه المراكز الطائفية، بهدف تجنيد مزيد من الأطفال خصوصا بعد لجوئها في الأيام الأخيرة لتجنيد من هم أشد فقرا من السكان وهم ذوو البشرة السوداء.

وتقول مصادر حقوقية إنّ هناك سبعة آلاف طفل مجند في صفوف المليشيات الحوثية، وهناك 100 ألف مصاب بمرض كورونا في مناطق سيطرة الحوثي، وتمنع المليشيات الإرهابية وصول المساعدات لهم.

ولا يكاد يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، حيث يجري استغلالهم بشكل كبير عبر الزج بهم في جبهات ومحارق الموت.

وتعمل المليشيات الحوثية على خلق مقاتلين صغار للالتحاق بالمعارك في الميدان وتنتهج أنماطاً شتى في هذه المساعي.

ويبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية التي تتخذ نهجًا صارمصا ينتهي باقتناع المتلقي وهو عادةً طفل بكل ما يقوله رجال المليشيات وما يريدون تنفيذه عبر هذا الطفل.

ويتم تدريس ملازم مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي للأطفال في سن صغيرة، تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات التدريب السرية التي يتم فيها تدريسهم مختلف فنون القتال وذلك قبل تهيئتهم للرحيل الى الجبهات.

وتمتلك المليشيات مشرفين عقائديين ينتمون إلى السلالة الحوثية في كل المحافظات والمناطق التابعة والخاضعة لسيطرتها، حيث جرى تاهيلهم سلفًا على أيدي رجال دين حوثيين كبار في صعدة.

ويتولى هؤلاء المشرفين مهام نشر الفكر الحوثي وتعبئة الشباب وخصوصًا من هم في سن الطفولة بمنهج المليشيات لا سيّما في المناطق التي تتمتع بحواضن تنتمي إلى المذهب الزيدي.