محترفو تزوير التاريخ (٢)

ارصد هنا ملاحظة تتعلق بما جرى في عدن ٢٨-٣٠ يناير وتناول ضيوف قناة الجزيرة له.
ففضلا عما اشرت إليه في منشوري السابق يقول أحدهم:
إن الجنوبيين منقسمون على انفسهم وحتى لو نجحوا في تحقيق ما يطالبون به (يقصد تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية) فإنهم لن يلبثوا ان يتقاتلوا فيما بينهم فهكذا تاريخهم ففي كل مرة يتفقون فيما بينهم يعودون ليتقاتلوا من جديد.
هذه الملاحظة جديرة بالتناول من زاويتين:
* الزاوية الأولى: هل وعى المتحمسون للعنف والمواجهة المسلحة من رجال الشرعية العبرة من هذا الكلام؟إنهم يدافعون عنكم ويتسترون على تصرفاتكم الرعناء وأعمالكم الحمقاء ليس حبأً فيكم ولكن للبرهان على ان اقتتال الجنوب والجنوبيين هو حتمية لا دواء لها، اقول هذا لإنني أؤمن بأن الجنوبيين وقواهم السياسية الجديدة قد حسموا هذه القضية من خلال مبدأ التصالح والتسامح الذي غدا منهجاً يوميا يتنامى في حياتهم ، لكن داخل السلطة الشرعية من لم يستوعب الدرس ويتعامل بعدائية مع هذا المبدأ، بل ويرفضه ويتضايق من مجرد الحديث عنه
* الزاوية الثانية: يتحدث أخونا بأن الجنوبيين يقتتلون فيما بينهم؛ وإذ نقر ان الجنوب شهد صراعات مسلحة بلغ عددها اربع حالات خلال ثلاثة عقود (١٩٦٧-١٩٩٠م) منها اثنتان قبل الاستقلال ما عرف بالحربين الاهليتين في العام ١٩٦٧م ومنها بعد الاستقلال احداث يونيو ٧٨م واحداث يناير ٨٦م واطول فترة لهذه النزاعات لم تتجاوز اسبوعين، وهي مؤسفة في كل الاحوال، لكن وأخونا يتحدث عن نزاعات الجنوب نسي ان يحدثنا عن نعيم السلام الذي يتمتع به أهلنا في الشمال ، ولم يحدثنا عن حروب المناطق الوسطى التي دامت أكثر من ست سنوات، ونزاعات القبائل التي لم تدع قبيلتين متجاورتين إلا وشملتهما، ولا عن حرب ١٩٩٤م ولا عن حروب صعدة الست التي استمرت اكثر من ٧ سنوات وانتهت بسقوط صنعاء بيد الحوثي القادم من كهوف مران، واخيرا الحرب القائمة راهنا التي منذ ٣ سنوات لم يتقدم فيها الجيش ( المسمى وطنيا) فرضة نهم بعشر خطوات وكل هذه الحروب تدور في اليمن وبين يمنيين وشماليين بوجه أخص..
هذا الكلام ذكرني بقصة الماعزة التي تعاير النعجة بقولها : إن مؤخرتك تنكشف عندما تتقفزين فيرتفع ذيلك، قالت لها النعجة : لا تنسي أن مؤخرتك مكشوفة طوال الوقت أقفزتي أم لم تقفزي!
______
* من صفحة لكاتب على فيس بوك.