اختفاء أطفال إب.. هل طالتهم محرقة الحوثي؟
يبدو أنّ محافظة إب ستكون على موعدٍ مع إرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الحوثية، يدفع ثمنه الأطفال في المقام الأول.
ومع كل حالة اختفاء أطفال، فإنّ أصابع الاتهام سرعان ما تتوجّه إلى المليشيات الحوثية الموالية لإيران التي تملك باعًا طويلة فيما يتعلق بجرائم تجنيد الأطفال.
محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، شهدت واقعة جديدة لظاهرة اختفاء الأطفال بالمحافظة، حيث أبلغت أسرة الطفل نزيه محمد علي شوفر (16 عامًا) عن اختفائه من منزلهم بمنطقة السبل.
هذه الواقعة تأتي تكرارًا لحوادث عديدة شهدتها محافظة إب التي شهدت اختفاء العديد من الطلاب والأطفال من الشوارع ومدارس المحافظة وسط ظهور أعداد منهم بجبهات القتال أو سجون مليشيا الحوثي.
ودأبت المليشيات الحوثية على تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، في انتهاكات تمثّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وهناك ما لا يقل عن سبعة آلاف طفل مجند في صفوف المليشيات الحوثية، وهناك 100 ألف مصاب بمرض كورونا في مناطق سيطرة الحوثي، وتمنع المليشيات الإرهابية وصول المساعدات لهم.
ولا يكاد يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، حيث يجري استغلالهم بشكل كبير عبر الزج بهم في جبهات ومحارق الموت، وتعمل المليشيات على خلق مقاتلين صغار للالتحاق بالمعارك في الميدان وتنتهج أنماطاً شتى في هذه المساعي.
ويبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية التي تتخذ نهجًا صارمصا ينتهي باقتناع المتلقي وهو عادةً طفل بكل ما يقوله رجال المليشيات وما يريدون تنفيذه عبر هذا الطفل.
ويتم تدريس ملازم مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي للأطفال في سن صغيرة، تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات التدريب السرية التي يتم فيها تدريسهم مختلف فنون القتال وذلك قبل تهيئتهم للرحيل الى الجبهات.
التجنيد القسري يمثّل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحوثيون ضد الأطفال، ومع حلول كل صيف، يكثر الحديث عن "المراكز الصيفية" التي أنشأتها المليشيات الحوثية عملًا من هذا الفصيل الإرهابي على دعم صفوفه والزج بالأطفال في جبهات القتال.
ويقول محللون إنّ هناك مخاطر فكرية وتدميرية تنتج عن إطلاق مليشيا الحوثي ما يسمى المركز الصيفي في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها، وذلك بسبب الدورات الطائفية والفكرية التي تنظمها.
كما أنّ المليشيات الحوثية تستبق هذه الدورات بحملات في المساجد والأحياء تطالب السكان بالدفع بأولادهم إلى هذه المراكز الطائفية، بهدف تجنيد مزيد من الأطفال خصوصا بعد لجوئها في الأيام الأخيرة لتجنيد من هم أشد فقرا من السكان وهم ذوو البشرة السوداء.