حشود إخوانية إلى أبين.. محور الشر يتكالب على الجنوب والتحالف
منذ توقيع اتفاق الرياض سواء في مرحلته الأولى قبل عشرة أشهر أو الآلية الجديدة المعلنة قبل أيام، فلم يكن متوقعًا أن تلتزم المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية بهذا المسار.
يعضِّد من هذا الأمر ما تردَّد على لسان مصادر سياسية كشفت خلال الساعات الماضية، عن وصول مسلحين من معسكرات إخوانية مدعومة قطريًّا في محافظة تعز، عبر مناطق سيطرة الحوثيين، إلى محافظة أبين.
لا ينفصل هذا التطور الخطير بما جرى على مدار الساعات الماضية، من تصعيد عسكري أقدمت عليه المليشيات الإخوانية في محافظة أبين، ضمن الخروقات المتواصلة لاتفاق الرياض.
المعلومة التي نشرها أيضًا المحلل السياسي عبد الملك اليوسفي عبر حسابه على "تويتر"، علّق عليها قائلًا - في تغريدة: "التنسيق العسكري قادم بين عملاء تركيا وعملاء إيران ويستدعي التعامل الاستباقي قبل أن تتعقّد الأمور أكثر".
لا تحمل هذه التطورات أي وجه للاستغراب، فمنذ توقيع الاتفاق عملت دولتا قطر وتركيا على تعزيز العلاقات بين الإخوان والحوثيين وتجلَّى ذلك في التنسيق العسكري والسياسي فيما بينهما.
عسكريًّا، دأبت المليشيات الإخوانية على تسليم العديد من الجبهات للحوثيين، وحتى على الصعيد السياسي وظّفت المليشيات الموالية لإيران كتائبها الإلكترونية لخدمة حزب الإصلاح وترويج المعلومات والآراء التي تخدم هذا الفصيل.
في الوقت نفسه، أصبح الشغل الشاغل للمليشيات الإخوانية الإرهابية - بإيعاز من قطر وتركيا - العمل على خرق وانتهاك بنود اتفاق الرياض، وذلك عملًا على إفشال هذا المسار جملةً وتفصيلًا، ويرجع ذلك إلى أنّ الاتفاق يقضي على النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، كيف يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
إلى جانب هذا الخرق، فقد ضاعف التيار الإخواني النافذ في الشرعية السير في طريق معاداة التحالف العربي، تنفيذًا لأوامر قطرية وتركية، عملًا على تعزيز النفوذ الإخواني، وهو ما يضر كثيرًا بالتحالف العربي، سواء عسكريًّا أو سياسيًّا.
وسبق أن كشفت معلومات عن أنّ هناك توزيعًا للأدوار يتمثل في أنّ قيادات في حكومة "الشرعية" تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفروع تنظيم الإخوان الإرهابي تهاجم المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.