هواوي والعقوبات الأمريكية.. صراع لا ينتهي أخره شبكات الجيل الـ5
تتعرض هواوي، عملاق التكنولوجيا الصينية، للتهديد فيما يتعلق ببناء نظام تشغيل محمول خاص بها عالميًا، ونظام للتطبيقات ، بعد أن دعت واشنطن مطوري التطبيقات المحليين والأجانب إلى مقاطعة منصة عملاقة التكنولوجيا الصينية ، حيث أعلنت مجموعة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات أنها ستتوقف عن إنتاج شرائح الهواتف الذكية الأكثر تطورا في سبتمبر على خلفية العقوبات الأمريكية، وهو أمر سيتسبب لها في "خسارة ضخمة".
وأطلقت وزارة الخارجية الأمريكية برنامج “التطبيقات النظيفة” الذي يحث الشركات على إزالة تطبيقاتها من متجر تطبيقات هواوي لضمان عدم الشراكة مع منتهكي حقوق الإنسان.
ويُعد برنامج “التطبيقات النظيفة” جزءًا من مبادرة “الشبكة النظيفة” ذات النطاق الأوسع التي تهدف إلى استبعاد الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني من الشبكات الحساسة.
وتعمل هواوي على تطوير منافسها الخاص لنظام أندرويد للأجهزة المحمولة ومتجر (Google Play)، حيث يمكن للمستخدمين تنزيل التطبيقات الخارجية، منذ أن قطعت واشنطن وصول الشركة الصينية إلى خدمات جوجل الرئيسية العام الماضي.
وفي حين أن مبادرة “التطبيقات النظيفة” ليست ملزِمة قانونًا بعد، فإنها تجبر مطوري التطبيقات على تقييم المخاطر الجيوسياسية لمواصلة العمل مع الشركة الصينية، التي تعاني أعمالها في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية في الأسواق الخارجية.
وقد يؤثر ذلك في طموحات هواوي لتوسيع النظام البيئي للمطورين حول (OS Harmony) الجديد في الوقت الذي يتجه فيه النظام التشغيلي إلى الوجود بشكل أوسع على منصات هواوي في وقت لاحق من العام.
وعلاوة على التحدي المتمثل في بناء النظام الإيكولوجي للتطبيقات الخاصة بها، أكد مسؤول تنفيذي من هواوي في مؤتمر الصين للتكنولوجيا: أن الشركة لن تكون قادرة على إنتاج شرائحها الرائدة المصممة داخليًا، سلسلة (Kirin)، بعد الشهر المقبل.
وقال ريتشارد يو (Richard Yu)، الرئيس التنفيذي لمجموعة هواوي للأعمال الاستهلاكية: بسبب العقوبات الأمريكية، سيتوقف إنتاج الرقاقات بعد 15 سبتمبر، ومن المرجح جدًا أن يكون الجيل الأخير من سلسلة (Kirin)، وقضت هواوي أكثر من 10 سنوات في تطوير الرقاقات وستكون خسارة كبيرة لنا.
وكانت رقاقات هواوي المصممة ذاتيًا ضرورية لجعل هواتفها الذكية قادرة على المنافسة مع أجهزة آيفون من آبل وتمييزها عن المنافسين الآخرين.
وتشير تعليقات يو إلى أن ضوابط التصدير الأمريكية المتشددة التي تم الإعلان عنها في شهر مايو، والتي تمنع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) من صنع رقاقات لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة، لها تأثير كبير في أعمال الهاتف.
وعانت هواوي من فقدان الوصول إلى خدمات جوجل المحمولة، وتم الكشف عن سلسلة الهواتف الذكية (Mate 30) في شهر سبتمبر الماضي، وكانت أول هواتف رائدة تأتي دون دعم لخدمات جوجل.
وللتعويض عن ذلك، استثمرت الشركة بكثافة لجذب مطوري التطبيقات إلى (Huawei AppGallery)، إصدارها من (Google Play).
وتعهدت هواوي في شهر سبتمبر من العام الماضي بإنفاق مليار دولار لجذب المطورين من أجل تعزيز نظام (Huawei Mobile Services) البيئي المفتوح المصدر، وهو البديل لخدمات جوجل المحمولة.
وتمكنت هواوي من جذب نحو 1.6 مليون مطور تطبيقات؛ لبناء تطبيقات لنظامها التشغيلي خلال العام الماضي، لكن هذا لا يزال أقل بكثير من عدد مطوري التطبيقات في نظامي (iOS) أو أندرويد.
ومن المحتمل أن تؤثر إزالة التطبيقات، إذا تحققت، في مستخدمي هواوي في الخارج أكثر من مستخدمي السوق المحلية.
ومن غير الواضح في الوقت الحالي عدد مطوري التطبيقات الذين سيستجيبون لدعوة الولايات المتحدة لإزالة تطبيقاتهم من منصة هواوي، لكن إذا فعلوا ذلك، فسيؤثر ذلك بشكل عام في تجربة المستخدم لأجهزة هواوي، وسيؤثر بشكل أكبر في مبيعات الهواتف الذكية للشركة الصينية.