مرتزقة تعز ومأرب.. وقود الشرعية لإفشال اتفاق الرياض
زجت الشرعية بالمزيد من المرتزقة الذين قامت بتدريبهم في معسكرات تعز ومأرب إلى محافظة شبوة خلال الأيام الماضية، في خطوة تستهدف إفشال الجهود السياسية التي يبذلها التحالف العربي لتنفيذ الآلية السعودية الخاصة باتفاق الرياض، وفي الوقت الذي تدًعي فيه أنها جادة في المباحثات تذهب في المقابل باتجاه إرسال المزيد من المرتزقة إلى شبوة لعرقلة أي حلول سياسية.
تستخدم الشرعية المرتزقة الذين تدربهم وتمدهم بالمال والسلاح وقودًا في معركتها الخاصة بإفشال اتفاق الرياض لأنها تدرك أن تطبيقه على الأرض يعني إنهاء هيمنة مليشيات الإخوان التي تتحكم في صنع القرار داخلها، وبالتالي التصعيد في شبوة قد يدفع للالتفاف على ما جرى التوصل إليه من حلول سياسية في السابق ويعيد الأوضاع إلى النقطة صفر، ما يعني أنها استنزفت مزيدًا من الوقت لصالح الانتهاء من تدريب هذه العناصر.
تجد الشرعية نفسها في مأزق بعد أن هرب العديد من العناصر التي كانت تقاتل معها في شبوة، إذ أدركوا أن الهدف هو احتلال الجنوب والسيطرة على ثرواته وبالتالي فإنها لجأت إلى المرتزقة لتعويض نقص الأفراد في صفوفها، إلى جانب أنها تسعى لتؤكد للقوى الإقليمية التي تمول معسكرات التدريب (قطر وتركيا) أنها ماضية في الزج بمزيد من العناصر إلى الجنوب.
يرى مراقبون أن اللجوء إلى المرتزقة يبرهن على أن الشرعية غير جادة في تنفيذ بنود الآلية السعودية وأنها تعمل على إضاعة مزيد من الوقت من أجل الانتهاء من تدريب أكبر عدد من هذه العناصر للزج بها في معارك جديدة قد تشهدها المحافظات الجنوبية خلال الفترة المقبلة، في حين أن ذلك يجعل الثقة مفقودة بين أطراف الحكومة الجديدة حال تشكيلها، ما يبرهن على رغبة الشرعية في إفراغ اتفاق الرياض من مضمونه.
ومن جانبه وجه المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، رسالة نارية للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بشأن القوات المتعددة الهويات والانتماءات الموجودة في شقرة، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "القوات المتعددة الهويات والانتماءات الموجودة في شقرة والتي تواصل اعتداءاتها على القوات الجنوبية في أبين".
وأضاف: "إما أن تكون تتبع قيادة الرئيس هادي ويلزمها باحترام وقف إطلاق النار"، وأوضح: "أو أنه ينفي صلته بها وعندها سيعرف المجتمع الدولي والتحالف أنها مجموعات متمردة لا علاقة له بها".
وكشف الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، اليوم، عن انسحاب العشرات من الجنود الجنوبيين من شقرة، مشيرًا إلى أن حكومة الشرعية قامت باستبدالهم بمرتزقة من تعز ومأرب، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "على مسؤوليتي أكثر الجنوبيين انسحبوا من معسكرات قوات الشرعية في شقرة وتم تعويضهم بمقاتلين من تعز ومأرب".
وأضاف: "وهم شباب تنقصهم الخبرة تم الزج بهم في أرض لا يعرفونها ولا تعرفهم أو تقبل بهم"، موضحا: "وإذا تم اتخاذ القرار بتحرير شقرة سيتم ذلك وبكل سهولة إذا تم تأمين المعركة إن شاء الله".
ومن جانبها وصفت صحيفة "العرب" اللندنية الانقسام داخل حكومة الشرعية حول تنفيذ اتفاق الرياض بأنه نتيجة للدور الذي تلعبه قوى إقليمية مثل قطر وتركيا عبر مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، وبعض القيادات السياسية الانتهازية في الأزمة اليمنية.
وحذرت – في تقرير نشرته اليوم الاثنين - من وجود تيار داخل حكومة الشرعية يبدي رفضه للاتفاق، ويلوّح بالتصعيد السياسي والإعلامي والعسكري لعرقلة تنفيذه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية مطلعة أن تجاهل التغول القطري – التركي في مؤسسات حكومة الشرعية يهدد بإيجاد بيئة معادية لدول التحالف العربي في المناطق المحررة يمكن أن تتحول إلى مناطق لتهديد أمن المنطقة شبيهة بالتي لا تزال المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، تسيطر عليها.
ولفتت الصحيفة إلى توقع العديد من المصادر أن تشهد الفترة القادمة، مع اقتراب تنفيذ الشقين السياسي والعسكري من اتفاق الرياض، تصاعدًا في وتيرة النشاط السياسي والعسكري والإعلامي الممول من قطر، وخصوصًا في محافظات شبوة وتعز والمهرة التي تحولت إلى مثلث للتحركات المشبوهة المدعومة من قطر في ظل تقارير عن نشاط استخباري تركي عن طريق المنظمات الإغاثية