الحشود الإخوانية ضد الجنوب.. هل تنذر بمواجهة مفتوحة؟ (تحليل)

الأربعاء 12 أغسطس 2020 01:45:00
الحشود الإخوانية ضد الجنوب.. هل تنذر بمواجهة مفتوحة؟ (تحليل)

يبدو أنّ حكومة الشرعية بصدد إطلاق الرصاصة الأخيرة على اتفاق الرياض على النحو الذي يكتب النهاية لهذا المسار، تحقيقًا لرغبتها الخبيثة المتمثّلة في إفشال هذه الخطوة بشكل كامل.

اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، تطاله الكثير من الخروقات الإخوانية الرامية إلى إفشال الاتفاق وذلك نظرًا لأنّ هذا المسار يستأصل النفوذ الإخواني من حكومة الشرعية بشكل كامل.

وعلى الرغم من انقضاء المدة الزمنية للاتفاق في مرحلته الأولى وقد أفشلته الخروقات الإخوانية، جاء الدور على الآلية الجديدة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية التي رمت إلى الدفع بوتيرة أسرع نحو تنفيذ الاتفاق، إلا أنّ المليشيات الإخوانية عاودت خروقاتها من جديد وبوتيرة أكبر.

وفي هذا الإطار، دفعت حكومة الشرعية بتعزيزات وآليات عسكرية من محافظة مأرب إلى مدينة شقرة في محافظة أبين، لمواصلة العدوان على الجنوب.

وكدّست قيادات تيار الإخوان في الشرعية، هذا الأسبوع، حشودًا كبيرة في المحافظة التي يفترض خضوعها لوقف النار، في محاولة من قِبل المليشيات الإخوانية لإفشال الاتفاق الذي يهدف في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما لا يرغب فيه حزب الإصلاح.

وشهدت جبهتا الطرية ووادي سلا، خلال الساعات الماضية، تصعيدًا متواصلًا من مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، للاشتباك مع القوات المسلحة الجنوبية، التي ردت عملًا بمبدأ الدفاع عن النفس.

هذا التحشيد الإخواني المتواصل ضد الجنوب ينذر - وفق محللين - بمواجهة عسكرية حتمية تكون أوسع نطاقًا في المرحلة المقبلة، على نحو قد يكتب كلمة النهاية على الاتفاق.

وفي هذه الحالة، لن يكون المجلس الانتقالي مدانًا بأي حالٍ من الأحوال، فالمجلس أبدى التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق سواء في مرحلته الأولى أو مع إعلان آليته التسريعية وأفسح المجال أمام إنجاح الاتفاق وتنفيذه على الأرض لتفويت الفرصة على حكومة الشرعية من ممارسة مراوغة سياسية مفضوحة.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ الالتزام السياسي والعسكري من قبل المجلس الانتقالي بمسار الاتفاق لا يسلب منه حقه الأصيل في الدفاع عن نفسه وحماية أراضيه من اعتداءات غادرة تشنها المليشيات الإخوانية الإرهابية.

ويمكن القول إنّ أي مواجهة عسكرية مفتوحة ستكون بمثابة إقدام من المليشيات الإخوانية على حفر مقابرها بنفسها، وذلك بالنظر إلى قدرات وبسالة القوات المسلحة الجنوبية التي تضحي بالغالي والنفيس في سبيل حماية أراضيها التي ستظل عصية على الاستهداف.

ولعلّ الصورة تكون قد اتضحت الآن أمام التحالف العربي، فيما يتعلق بموقف القيادة الجنوبية مما يحدث على الأرض، والتزامها بالاتفاق ضمن جهودها التي تنخرط إلى جانب التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، في مقابل سياسة إخوانية خبيثة ترمي إلى تصعيد الأوضاع بغية حفاظ هذه المليشيات على مكاسبها ونفوذها.