تفكيك المفخخ

بعد تحرير عدن وبعد خروجنا من صلاة الجمعة في مسجد في خور مكسر، وكان يومها الخطيب الرسمي للمسجد يجلس على يسارنا (منكسرا) وآخرين من رواد المسجد على ذلك النجو من الوجوم رغم انتهاء المعارك في المدينة ، لكن خوفهم كما يبدو كان من سطوة المتشددين على شاكلة الخطيب الذي سطا على المنبر دون رغبة رواده وكانت خطبته المنددة بالمطالبين بالدولة المدنية حيث اعتبر ذلك خروجا عن الدين وانها سببا لالحاد الكثير من الشباب في المدينة وقال انها ظاهرة يجب محاربتها ..

ونحن نسير باتجاه السيارة قال صاحبي كيف تشوف البلاد بعد خطبة اليوم ؟؟
قلت له : نحن في خير مالم تصلنا المفخخات !!.
وكل ماسمعته في الخطبة هي تعبير عن حالة زهو عابرة لهذه الجماعات والتي ارادت ان تصبغ هذه الحرب بصبغة دينية ( سنة وشيعة)، اما حالة الانكسار والوجوم على وجوه الناس ستزول بالتدريج مع عودة الدولة ، والمهم الآن الّا تتأخر الدولة.

اليوم استحضرت هذا المشهد مع ماقرأته من مطالبات نائب الرئيس اليمني (العجوز) لمحافظ حضرموت بوقف الحملة العسكرية ضد القاعدة في وادي عمد وانه في وارد ارسال لجنة تفاوض معهم لخروجهم من مواقع تمركزهم في الوادي !.

تذكرت سؤال صاحبي عما سمعناه في تلك الخطبة المجنونة التي كانت بمثابة جرس الانذار بان المستقبل ليس مفروشا بالورد وانما بالمفخخات طالما رغبنا في بناء دولتنا الجنوبية المدنية الحديثه.