دراسة حديثة تؤكد..انتقال عدوى كورونا بالرذاذ يلغي أهمية التباعد الجسدي

الجمعة 14 أغسطس 2020 23:18:39
 دراسة حديثة تؤكد..انتقال عدوى كورونا بالرذاذ يلغي أهمية التباعد الجسدي

اكتشف فريق من الباحثين أن فيروس كورونا المستجد ينتقل جواً، وإجراءات التباعد الاجتماعي ‏المفروضة حالياً قد تؤدي إلى مزيد من التعرض للعدوى وانتشارها‎.‎

ووفق (الإندبندنت) فإن دراسة حديثة أكدت الانتقال عبر الرذاذ من مسافتي 6.5 أقدام و15.7 ‏أقدام (2 و4.8 متراً على التوالي) من خبراء في علم الفيروسات والرذاذ الجوي، يعملون في ‏جامعة فلوريدا، وفقاً لورقة بحثية نُشرت على خادم "ميدركسيفي‎" medRxiv ‎الذي يقدّم مقالات ‏علمية معدّة للنشر، لكنها لم تخضع بعد إلى مراجعة من نظراء متخصصين في الحقل البحثي ‏نفسه‎.‎

وجدت هذه الدراسة للمرة الأولى أن فيروس "سارس-كوف-2" يبقى قابلاً للحياة في الهواء على ‏شكل قطرات متناهية الصغر توصف بأنها رذاذ، ما يشير إلى خطر استنشاق الفيروس ممن ‏يكونون على مقربة من حامليه حينما يسعلون أو يعطسون أو يتحدثون‎.‎

وأوضح الباحثون "إن إملاءات الدراسة على إجراءات الصحة العامة كثيرة، خصوصاً أن أفضل ‏الممارسات المتبعة حالياً للحد من انتشار "كوفيد- 19" تتمحور حول التباعد الاجتماعي ووضع ‏الكمامات عندما يكون المرء على مقربة من آخرين، مع غسل اليدين. وإذا كانت العدوى تنتقل ‏عبر الرذاذ الجوي، فإن إجراءات التباعد الجسدي لمسافة ستة أقدام داخل الأماكن المغلقة لا تفيد، ‏بل تعطي حساً زائفاً بالأمان وتؤدي إلى التعرض للعدوى وكذلك انتشارها‎".‎

ومنذ بعض الوقت، ثمة خلاف داخل الأوساط العلمية في شأن إمكانية انتقال فيروس كورونا ‏عبر الهواء. ونجم الخلاف منذ اكتشاف آثار للتركيب الجيني للفيروس في الرذاذ، ولكن مع عدم ‏التوصل إلى عزل فيروس قابل للحياة من دواخل الرذاذ. ويمثّل الفارق بين الأمرين الحد الذي ‏يفصل بين وجود مواد جينية، والعثور على فيروس حي‎.‎

ومن الجدير بالذكر، فإن الفيروس يتكون من تراكيب جينية مكثفة، ولا يستطيع الاستمرار على ‏قيد الحياة بحد ذاته، بل يتوجب أن يختلط مع خلايا حيّة كي يستمر في البقاء‎.‎

وفي ذات السياق، أشار أولئك الباحثون إلى أنهم أول من نجح في تحديد سلسلة التراكيب الجينة ‏الوراثية لفيروس كورونا، انطلاقاً من عينة هواء أخذت من داخل غرفة مستشفى أدخل إليها ‏مريض أُصيب حديثاً بالفيروس. وتطابقت البنية الجينية للفيروس الحي المأخوذ من عينة الهواء، ‏مع البنية الفيروسية التي يحملها المريض‎.‎

بعد أشهر من توضيحها أن "كورونا" ينتشر إجمالاً عبر التواصل الشخصي عن كثب، واعتبارها ‏انتقال الفيروس عبر الجو أمراً غير محتمل حدوثه خارج المستشفى، حدّثت "منظمة الصحة ‏العالمية" موقفها في يوليو (تموز) مشيرة إلى أنه لا يمكن استبعاد تلك الفرضية، مع التأكيد على ‏وجوب الحصول على مزيد من الدلائل في شأنها‎. ‎

واستطراداً، أشارت نصيحة حديثة صدرت عن تلك المنظمة في 9 يوليو، إلى أنه "لا يمكن ‏استبعاد انتقال العدوى عبر الرذاذ من مسافة قريبة، خصوصاً داخل أماكن مغلقة محدّدة ‏كالمساحات المكتظة بالناس التي لا تتمتع بتهوية جيدة على امتداد فترة زمنية طويلة، ويكون فيها ‏أشخاص يحملون العدوى‎".‎

وجاءت تلك النصيحة بعدما نشر 239 عالماً ورقة بحثية في المجلة الطبية للأمراض المعدية ‏إكلينيكياً‎ Clinical Infectious Diseases ‎بعنوان "آن وقت التحدث عن انتقال كوفيد- 19 ‏جواً"، دعوا فيها إلى الاعتراف بانتقال العدوى عبر الهواء استناداً إلى دراسات مخبرية عدة، ‏وتقارير عن حالات محددة‎.‎

وكتبت أستاذة الهندسة في جامعة فيرجينيا تيك الدكتورة ليندزي مار، والتي تملك خبرة في مجال ‏انتقال الفيروسات جواً، عبر تويتر، أن دراسة جامعة فلوريدا (المشار إليها آنفاً) تبدو دليلاً ‏قاطعاً‎".‎

وفي تغريدتها شددت مار (التي لم تشترك في الدراسة) على أنه "بعبارات يفهمها الأشخاص ‏العاديون، تؤكد هذه الدراسة بشكل لا لبس فيه بحسب رأيي، أنّ ثمة عدوى تحملها الفيروسات ‏الموجودة داخل الرذاذ، وهي مكونات صغيرة بما يكفي كي تنتقل أمتاراً عدة. لقد شككنا في ‏الأمر، وبات لدينا دليل عليه الآن. إذا لم تشكّل تلك الدراسة دليلاً قاطعاً، فلا أدري ما هو الدليل ‏القاطع‎".‎