جبهة أبين الملتهبة.. بين التصعيد الإخواني الخبيث ودفاع الجنوب عن نفسه

الثلاثاء 18 أغسطس 2020 21:55:59
 جبهة أبين الملتهبة.. بين التصعيد الإخواني الخبيث ودفاع الجنوب عن نفسه

عملًا على إفشال اتفاق الرياض، تواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية التصعيد العسكري في محافظة أبين، وذلك من خلال سلسلة طويلة من الاعتداءات على القوات المسلحة الجنوبية المرابطة هناك.

ففي الساعات الماضية، سقط شهيدان و13 جريحًا من القوات المسلحة الجنوبية، في قصف شنته مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، بمحور أبين.

وأطلقت مدفعية المليشيات الإخوانية الإرهابية، قذائف هاون على مواقع تمركز القوات الجنوبية في جبهة الشيخ سالم، في محافظة أبين، ما أسفر عن سقوط الضحايا.

إقدام المليشيات الإخوانية على التصعيد العسكري ضد الجنوب أمرٌ غير مستغرب بأي حالٍ من الأحوال، فهذا الفصيل الإرهابي التابع لحكومة الشرعية دأب طوال الفترة الماضية على ارتكاب جرائم عديدة ضد القوات الجنوبية، عملًا على إحداث فوضى أمنية عارمة هناك، في مسعى لتحقيق الأهداف الإخوانية الخبيثة.

اتفاق الرياض وقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية بهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية أفشلت بخروقاتها المتواصلة هذا المسار، عملًا على الحفاظ على مصالحها، لا سيّما أنّ الاتفاق يستأصل النفوذ الإخواني بشكل كامل.

الاعتداءات الإخوانية المتواصلة تحرص القيادة الإخوانية على توثيقها، وإبلاغ المملكة العربية السعودية بحقيقة الأوضاع على الأرض، وذلك لنقل صورة حقيقية عما يحدث، في محاولة لأن تمارس الرياض ضغوطًا قوية تجبر "الشرعية" على احترام مسار اتفاق الرياض.

وطوال الفترة الماضية، أبدى الجنوب التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق عملًا على إنجاح هذا المسار، ومارس ضبطًا للنفس بشكل كامل في مواجهة الخروقات الإخوانية، وقد وجّهت القيادة السياسية تعليماتها لقواتها المسلحة الباسلة بضبط النفس.

في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب يملك حقًا أصيلًا في الدفاع عن أراضيه وصد الاعتداءات التي يتعرّض لها شعبه ليل نهار، وفضح العدوان الخبيث الذي تشنه الشرعية ويستهدف الجنوب وشعبه ونهب مقدراته.

وفي مقابلة مع "المشهد العربي"، أكّد ‏‏‏‏‏‏رئيس عمليات اللواء الثامن صاعقة في محافظة أبين العقيد أحمد بن دحه المحوري أنّ القوات المسلحة الجنوبية لازالت في مواقعها ملتزمة باتفاق التهدئة المعلن رغم أنّ الطرف الآخر غير ملتزم بالاتفاق محاولًا استفزازها.

وأضاف المحوري: "لدينا أوامر بضبط النفس واحترام الاتفاقيات وفي نفس الوقت قواتنا مستعدة للتصدي لأي هجوم مباغت وكسر أي محاولة للتقدم صوب مواقعنا فنحن صحيح نحترم اتفاق التهدئة لكننا لازلنا محتفظين بحق الدفاع عن النفس".

ورسمت تصريحات المحوري إطارًا للسياسة الجنوبية في التعامل مع المشهد السياسي والعسكري برمته، فالجنوب يبدي التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض عملًا على إفساح المجال أمام إنجاح هذا المسار، إلا أنّه في الوقت نفسه فإنّ الجنوب يملك حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه وصد الاعتداءات الخبيثة التي تُحاك ضد الوطن.