هل تفشل فرضيات الحرب التي وضعتها الشرعية ؟؟

عند وصول القيادة السياسية هاربة من صنعاء قبيل الحرب إلى عدن تقدمت إليها القوى الاجتماعية وقوى الحراك الجنوبي بعرضهما الانظمام مع الشرعية لمواجهة الانقلابيين، رفضت الشرعية التجاوب مع تلك العروض، وهذا الرفض كان يستند إلى فرضيها التي وضعتها في بداية الحرب وهي بإن الحرب ستكون خاطفة ومن ثم سوف تستاثر بالحكم دون اشراك آخرين معها .!!!

انفضحت قدرة الشرعية في بدأية الأمر ولم تجد إلا الهروب للخارج .. وظهرت المقاومة الجنوبية بقوة وانتصرت مع التحالف في الجنوب على الانقلابيين ...
هنا استبدلت الشرعية فرضيتها الأولى بفرضية جديدة وهي العمل على محاصرة ومحاربة المقاومة الجنوبية والاستئثار بإنجازاتها وكذلك استئثارها بدعم التحالف لانها تدرك عجزها عن التقدم في الشمال من ناحية ، ومن ناحية أخرى ترى في تخاذلها توجها استراتيجي للتفاهم القادم مع الانقلابيين ومشاركتهم في الحكم معا وفقا للحلول السياسية. واذا ما حصل ذلك فهو مؤشر نحو قيامهم بالانقلاب على التحالف والجنوب معا واعتقدوا ان تمرر ذلك سوف يتحقق لهم ..

ربما لم يستوعبوا بان الجنوب مع التحالف قد ادرك تلك المخططات مبكرا ..
وعليه كانت الخطوة الأولى هو انتظام الجنوب سياسيا بظهور المجلس الانتقالي الذي لا يسمح بمصادرة دماء الشهداء واستغلالها لصالح اجندات اخرى ومن ثم سوف يتواجد في أي حوار قادم ،وبالوقت نفسه لن يسمح التحالف ان تمرر عليه تلك المخادعات بعد ما قدمه من خسائر باهضة بالارواح والاموال والسلاح.
سيبقى الجنوب هو العمق الحضاري العربي والاسلامي للخليج.