السمنة تزيد من خطر الوفاة بـ(كوفيد-19) إلى 50%

الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 21:16:38
السمنة تزيد من خطر الوفاة بـ(كوفيد-19) إلى 50%

حذر باحثون من أن اللقاحات المنتظرة للقضاء على فيروس كورونا المستجد، ربما تكون أقل ‏فاعلية بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من البدانة وفق القياسات الطبية، حيث وجد عدد من ‏الباحثين أنّ البدانة ربما تضاعف خطر الإصابة بكورونا وقد تُفاقم تالياً احتمالات الوفاة نتيجة ‏الفيروس بنحو 50 في المئة.‏

‏ كذلك حذر العلماء من أن أي لقاح يُنتج مستقبلاً قد يحمل فاعلية أقل بالنسبة إلى الأشخاص الذين ‏يعانون وزناً زائداً وفق القياسات الطبية (مؤشر كتلة الجسم‎).‎

وتشمل المشاكل الصحية التي تسببها البدانة عدداً من الأمراض الموجودة مسبقاً، والمعروف بأنّها ‏تزيد عدوى "كوفيد- 19" حدة، من بينها أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم‎.‎

وأجرى باحثون من جامعة "نورث كارولينا" في الولايات المتحدة الأميركية تقييماً عالمياً ‏لمجموعة بيانات صحية عملوا على جمعها منذ بدء ظهور الوباء، وخلصوا إلى أن الأشخاص ‏الذين يتخطى مؤشر كتلة الجسم‎ (BMI) ‎لديهم 30، كانوا أكثر عرضة بنسبة 113 في المئة ‏للدخول إلى المستشفى بسبب "كورونا‎".‎

كذلك، تبين أن المرضى الذين أُدخلوا إلى المستشفى كانوا أكثر احتمالاً لتلقي الرعاية الطبية في ‏وحدة العناية المركزة بنسبة 74 في المئة، فيما ازداد خطر الوفاة بين المرضى المصابين بالبدانة ‏‏48 في المئة‎.‎

في سياق متصل، حذر الباحثون من أن نجاعة أي لقاح مستقبلي ربما يُقوضها أيضاً ارتفاع ‏مؤشر كتلة الجسم لدى الشخص الذي يتلقى جرعة التحصين، على الرغم من أن عالماً في جامعة ‏‏"أكسفورد" البريطانية، لم يشارك في الدراسة، قال إن هذا الرأي "ليس سوى افتراض‏‎".‎

وفي ما الباحثون يسعون إلى إنتاج لقاح يوفر الحصانة للناس بغية مكافحة "سارس-كوفيد -2"، ‏وهو الفيروس المسبب لـ"كوفيد -19"، تشير الأدلة المتوفرة حالياً إلى أن اللقاحات المضادة ‏للإنفلونزا الموسمية تعطي مفعولاً أقل لدى مرضى السمنة المفرطة‎.‎

وتذكيراً، أطلقت حكومة المملكة المتحدة في وقت سابق حملة لمكافحة البدانة خلال جائحة ‏كورونا، وأُفيد بأن بوريس جونسون رئيس وزراء البلاد أسر إلى مقربين منه أنّه يعتقد أن وزنه ‏هو السبب في تجربته المريرة مع الفيروس، التي اقتضت تلقيه العلاج في قسم العناية المركزة‎.‎
‏ ‏
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال باري بوبكين، بروفيسور في قسم التغذية في جامعة "نورث ‏كارولينا"، إن عامل الخطر الذي تطرحه زيادة الوزن الزائد شكل تحدياً كبيراً فيما يسعى الناس ‏في أنحاء المعمورة إلى تفادي الإصابة بالعدوى. وحث بوبكين الحكومات على استحداث سياسات ‏غذائية تعمل على تعزيز الصحة الجيدة، من أجل ضمان سلامة المواطنين‎.‎

وأضاف قائلاً، "لسنا فقط نمضي أوقاتاً أكثر في المنزل، ونتعرض لمزيد من الضغط النفسي ‏نتيجة الجائحة، ولكننا أيضاً لا نقصد متجر البقالة في كثير من الأحيان، ما يعني ارتفاع الطلب ‏على الأطعمة المصنعة والمعلبة غير الصحية، والمشروبات المحلاة بالسكر الأقل ثمناً وذات ‏الصلاحية الطويلة الأمد‎".‎

‎"‎تحتوي تلك الأغذية البخسة الثمن، التي مرت بعملية معالجة زائدة، على نسبة عالية من السكر ‏والصوديوم والدهون المشبعة، فضلاً عن أنها مليئة بكربوهيدرات تعرضت لعملية تكرير عالية ‏‏(خسرت الجزء الأكبر من قيمتها الغذائية خلال التصنيع)، التي تفاقم جميعها خطر زيادة الوزن، ‏بل أيضاً الإصابة بالأمراض غير الانتقالية الرئيسة"، وفق بوبكين‎.‎

إلى جانب الحالات الصحية الناشئة عن البدانة، تحد التغيرات الأيضية الناتجة من مؤشر كتلة ‏الجسم المرتفع، من قبيل مقاومة الأنسولين والالتهابات وغلوكوز الدم غير المنضبط، من قدرة ‏المرضى على مكافحة العدوى‎.‎

في تطور متصل، تحدثت أيضاً عن المخاطر التي تطرحها البدانة على مرضى "كورونا" الباحثة ‏المشاركة في الدراسة ميليندا بيك، وهي بروفيسورة في قسم التغذية في كلية "غيلينغز للصحة ‏العامة العالمية‎" Gillings School of Global Public Health ‎فقالت، "في مقدور تلك ‏العوامل كلها أن تؤثر في عملية التمثيل الغذائي الخاصة بالخلايا المناعية، والتي تحدد كيفية ‏استجابة الجسم لمسببات الأمراض، على غرار فيروس كورونا "سارس- كوف- 2‏‎".‎

‎"‎الأفراد المصابون بالبدانة أكثر احتمالاً أيضاً لمواجهة اعتلالات جسدية تجعل مكافحة هذا ‏المرض أكثر صعوبة، ومنها مثلاً انقطاع التنفس أثناء النوم الذي يزيد فرط ضغط الدم الرئوي، ‏أو مؤشر كتلة الجسم المرتفع الذي يفاقم الصعوبات عند المكوث في المستشفى مع وضع أنبوب ‏جهاز التنفس الاصطناعي‎."‎

وأضافت الدكتورة بيك: "لا نقول إن اللقاح لن يؤتي مفعوله بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون ‏البدانة، بل إنه لا بد من النظر إلى السمنة المفرطة على أنها عامل مغيّر ينبغي أخذه في الاعتبار ‏في تجارب اللقاح. حتى اللقاح الذي يمنح قدراً أقل من الحماية، سيوفر على الرغم من ذلك ‏مستوى معيناً من المناعة‎."‎

بيد أن دنكان يونغ، برفيسور في طب العناية المركزة في جامعة "أكسفورد"، قال: "إن مناقشة ‏التأثيرات التي تخلّفها البدانة في كفاءة اللقاح لا تستند إلى التحليل الشمولي في الورقة البحثية أو ‏أي بيانات جديدة، بل إلى مراجعة سردية لمجموعة دراسات أخرى، وهي محض افتراض‎".‎

وخلُص يونغ إلى أن "الدراسات الكثيرة الجارية حول اللقاح ستدرج في الغالب مؤشر كتلة ‏الجسم، ومن هنا ستتأتى البيانات الدقيقة بشأن العلاقة بين البدانة ونجاعة اللقاح‎".‎