عدوى قديمة وفيروسات ميتة.. فحص كوفيد-19 يكشف مخاطر النتيجة الزائفة

الأحد 6 سبتمبر 2020 22:07:02
عدوى قديمة وفيروسات ميتة.. فحص "كوفيد-19" يكشف مخاطر النتيجة الزائفة

أكد العلماء القابعون لدراسة فيروس كورونا المستجد أن الفحص المختبري الرئيسي المستخدم ‏لتشخيص (كوفيد-19) حساس للغاية إلى درجة أنه قادر على التقاط أجزاء من فيروس ميت من ‏عدوى القديمة‎.‎

ويصاب معظم الأشخاص بالعدوى لمدة أسبوع تقريبا، ولكن يمكن أن تكون نتيجة فحص الكشف ‏عن الفيروس موجبة بالنسبة لهم على مدار أسابيع بعد ذلك، ويقول باحثون إن ذلك قد يؤدي إلى ‏المبالغة في تقدير الحجم الحالي للوباء‎.‎

لكن بعض الخبراء يشككون في إمكانية إجراء فحص موثوق به تماما و لا يحتوي على نسبة من ‏الخطأ‎.‎

وقال البروفيسور كارل هينغان، أحد واضعي الدراسة، إنه بدلا من إعطاء نتيجة "نعم / لا" بناء ‏على ما إذا تم اكتشاف أي فيروس في العينة، يجب أن يكون لفحوص كشف الأصابة نقطة ‏فاصلة حتى لا تؤدي الكميات الصغيرة جدا من الفيروس إلى نتيجة إيجابية‎.‎

ويعتقد أن اكتشاف آثار فيروس قديم يمكن أن يفسر جزئيا سبب ارتفاع عدد الحالات بينما تظل ‏أعداد الحالات التي تدخل إلى المستشفيات مستقرة‎.‎

وقد راجع مركز ميديسين بيزد إيفيدنس بجامعة أكسفورد أدلة من 25 دراسة حيث تم وضع ‏عينات من الفيروسات من فحوص تحمل نتيجة إيجابية في صحن زجاجي صغير لمعرفة ما إذا ‏كانت ستنمو‎.‎

ويمكن أن تحدد طريقة "الزرع الفيروسي" (زرع الفيروس في خلية مختبريا وملاحظة نموه ‏وفاعليته) هذه ما إذا كان فحص الكشف ذي النتيجة الموجبة قد التقط فيروسا نشطا يمكنه التكاثر ‏والانتشار، أو مجرد بقايا فيروسية ميتة لا تنمو في المختبر أو في داخل الشخص المفحوص‎.‎

يستخدم اختبار مسحة تفاعل البوليميراز المتسلسل بي سي آر، الطريقة التشخيصية القياسية ‏للكشف عن الإصابة بالفيروس، مواد كيميائية لتضخيم المادة الوراثية للفيروس بحيث يمكن ‏دراستها‎.‎

ويجب أن تمر عينة الاختبار الخاصة بك بعدد من "الدورات" في المعمل قبل الحصول على ما ‏يكفي من الفيروسات‎.‎

ويمكن أن يشير عدد الفيروسات فقط إلى مقدار الفيروسات الموجودة، سواء كانت شظايا صغيرة ‏أو الكثير من الفيروسات الكاملة‎.‎

ويبدو أن ذلك بدوره مرتبط بمدى احتمالية أن يكون الفيروس معديا، فالاختبارات التي يجب أن ‏تمر فيها الفيروسات عبر دورات أكثر تقلل احتمالية تكاثرها عند زراعتها في المختبر‎.‎

ولكن عند إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا تحصل على إجابة بـ "نعم" أو "لا". ولا ‏يوجد مؤشر على كمية الفيروس الموجودة في العينة، أو مدى احتمالية أن تكون عدوى نشطة‎.‎

وسيحصل الشخص الذي تظهر لديه كمية كبيرة من الفيروس النشط والشخص الذي لديه أجزاء ‏متبقية من عدوى انتهت بالفعل على نفس نتيجة الفحص، وهي إيجابية‎.‎

لكن يقول البروفيسور هينغان، الأكاديمي الذي اكتشف بعض سمات المراوغة في كيفية تسجيل ‏الوفيات مما دفع هيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى إصلاح نظامها، إن الأدلة تشير إلى أنه يبدو ‏أن العدوى الخاصة بفيروس كورونا "تتراجع بعد حوالي أسبوع‎".‎

وأضاف قائلا إنه على الرغم من أنه لن يكون من الممكن التحقق من كل اختبار كشف الفيروس ‏على حدة لمعرفة ما إذا كان هناك فيروس نشط، إلا أنه يمكن تقليل احتمالية النتائج الإيجابية ‏الخاطئة إذا تمكن العلماء من تحديد النقطة الفاصلة‎.‎

وقد يحول ذلك دون حصول الناس على نتائج إيجابية لفحص كشف الإصابة بالفيروس بناء على ‏عدوى قديمة‎.‎

وقال البروفيسور هينغان إن ذلك سيوقف وضع الأشخاص في الحجر الصحي أو تتبع المخالطين ‏دون داع، ويعطي فهما أفضل للحجم الحالي للوباء‎.‎

ووافقت هيئة الصحة العامة في إنجلترا على أن زرع الفيروسات مختبريا طريقة مفيدة لتقييم ‏نتائج فحوص كشف فيروس كورونا، وقالت إنها أجرت مؤخرا تحليلات بحسب ذلك‎.‎

وقالت إنها تعمل مع المختبرات لتقليل مخاطر الحصول على نتائج إيجابية كاذبة، بما في ذلك ‏النظر في أين يكون "حد الدورة"، أو النقطة الفاصلة‎.‎

لكن البروفيسور بن نيومان ، من جامعة ريدينغ، قال إن عملية زرع الفيروس المأخوذ من عينة ‏مريض "ليست بالأمر البسيط‎".‎

وقال نيومان: "إن هذه المراجعة تنطوي على خطر الربط الخاطئ بين صعوبة زرع فيروس ‏سارس كوف 2 من عينة مريض، وبين احتمال انتشاره‎".‎

كما قال البروفيسور فرانشيسكو فينتوريلي، عالم الأوبئة في منطقة إميليا رومانا الإيطالية التي ‏تضررت بشدة من الفيروس في مارس / آذار الماضي، إنه "ليس هناك ما يكفي من اليقين" بشأن ‏المدة التي يظل فيها الفيروس معديا خلال فترة التعافي‎.‎

وقال فينتوريلي إن بعض الدراسات المستندة إلى عملية زرع الفيروسات في المختبر أفادت أن ‏حوالي 10 في المئة من المرضى ما زالوا مصابين بفيروس قابل للنمو بعد ثمانية أيام‎.‎

وفي إيطاليا، التي بلغت ذروتها في وقت سابق عن بريطانيا، "لعدة أسابيع كنا نبالغ في تقدير ‏الحالات" بسبب الأشخاص تزهر نتائج الفحوص لديهم أيجابية رغم إن إصابتهم بالعدوى كانت ‏قبل عدة أسابيع‎ .‎

لكن عندما تبتعد عن الذروة، تتضاءل هذه الظاهرة‎.‎

ومن جانبه، قال البروفيسور بيتر أوبنشو، من إمبريال كوليدج لندن، إن اختبار مسحة تفاعل ‏البوليميراز المتسلسل كان "طريقة حساسة للغاية للكشف عن المواد الجينية الفيروسية المتبقية‎".‎

وأضاف قائلا:"هذا ليس دليلا على العدوى". لكن الدراسات أجمعت على أنه من غير المرجح أن ‏يكون المرضى "معديين بعد اليوم العاشر من المرض‎".‎