توقعات بارتفاع حالات الوفاة بكورونا حول العالم لـ3 أضعاف

الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 18:56:59
توقعات بارتفاع حالات الوفاة بكورونا حول العالم لـ3 أضعاف

توقع نموذج أثبت فاعليته سابقاً في تحديد التأثير المستقبلي لفيروس "كورونا" إلى أن الوفيات ‏الناجمة عن الإصابة بعدوى "كوفيد - 19" قد تتضاعف ثلاث مرّاتٍ مع نهاية السنة الجارية ‏على المستوى العالمي، لتصل إلى مليون و900 ألف حالة وفاة، متوقّعاً أن تواجه كلٌّ من أوروبا ‏وآسيا الوسطى والولايات المتحدة الخطر الأشد‎.‎

نهج هذه الدراسة التوقعية التي اعتمدها "معهد القياسات الصحّية والتقييم‎" Institute for ‎Health Metrics and Evaluation ‎، التابع لكلية الطب في جامعة واشنطن، أثبتت فعاليته ‏في توجيه فريق العمل المعني بمواجهة فيروس "كورونا" في الولايات المتّحدة في وقت سابقٍ ‏من هذه السنة‎.‎

وتشير التوقّعات الجديدة الصادرة عن المعهد الأميركي - التي انتقدها البعض لأنها تنظر بعيداً ‏جدّاً في اتجاه البحث المستقبلي - إلى أن إجمالي عدد الوفيات بسبب الفيروس قد يصل إلى نحو ‏مليونين و800 ألف شخص، مع حلول الأول من يناير (كانون الثاني) من السنة 2021، ما لم ‏تعِد الحكومات النظر في قراراتها المتعلقة بتخفيف إجراءات منع انتشار "سارس -كوف-2"، ‏الفيروس المسبّب لمرض "كوفيد - 19‏‎".‎

ويذهب مدير "معهد القياسات الصحّية والتقييم‎" IHME ‎الدكتور كريستوفر موراي إلى أن "هذه ‏التوقّعات العالمية الأولى من نوعها في تحديد البيانات وفق كلّ دولة، ترسم صورةً مثيرة للقلق ‏تنذر بالخطر في المرحلة الآتية، إضافةً إلى أنها تشكّل خريطة طريق يمكن اتّباعها من جانب ‏قادة الحكومات في العالم وكذلك الأفراد للتخلّص من وباء "كوفيد - 19‏‎".‎

وأضاف موراي: "إننا نواجه احتمال ارتفاع عدد الوفيات في ديسمبر (كانون الأول)، لا سيما في ‏دول أوروبا وآسيا الوسطى والولايات المتّحدة. لكن الخلاصات العلمية واضحة والأدلّة دامغة ولا ‏يمكن دحضها، الأمر الذي يؤكد وجوب الالتزام بارتداء الأقنعة الواقية، والحفاظ على التباعد ‏الاجتماعي، ووضع ضوابط في ما يتعلق بالتجمّعات الاجتماعية، لأنها جميعها تشكّل أمراً حيوياً ‏في الحدّ من انتقال الفيروس وتفشّيه‎".‎

وترتكز توقّعات المعهد في ما يتعلّق باحتمال وقوع مليون و900 وفاة إضافية بفيروس ‏‏"كورونا" حول العالم، إلى السيناريو "الأكثر ترجيحاً" الذي يفترض أن مواصلة الناس ارتداء ‏أقنعة الوقاية واتّخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من حدّة المخاطر ستبقى على حالها. وتشير ‏التوقّعات نفسها إلى إمكان حدوث 38 ألف حالة وفاة في المملكة المتّحدة، في حين أن الهند ‏والولايات المتّحدة والبرازيل قد تشهد العدد الأكبر من الوفيات في العالم‎.‎

ووضع الباحثون أيضاً نموذجاً لسيناريو يتناول احتمالين، الوضع الأكثر سوءاً لحالات الوفاة ‏والوضع الأفضل، وقد جاء الفارق بينهما بمقدار مليوني وفاة إضافية في جميع أنحاء العالم‎.‎

ففي "الوضع الأفضل"، قدّم نموذج "معهد القياسات الصحّية والتقييم" توقّعاً لما يمكن أن يحصل ‏إذا كان ارتداء القناع مطبّقاً على المستوى العالمي، وفي حال فرضت الحكومات تدابير أكبر في ‏ما يتعلّق بالتباعد الاجتماعي إذا ارتفع المعدّل اليومي للوفيات لديها فوق عتبة ثماني وفيات لكلّ ‏مليون شخص. ويتبيّن أنه في هذه الحالة، قد يصل العدد على مستوى العالم إلى نحو مليوني ‏وفاة‎.‎

أما سيناريو "الوضع الأسوأ"، الذي يواصل فيه الناس استخدام الأقنعة بالمعدّلات الراهنة، ‏وتستمر الحكومات في تخفيف شروط التباعد الاجتماعي، فقد توقّع المعهد أن تصل الوفيات إلى ‏‏4 ملايين‎.‎

ويرى الدكتور كريستوفر موراي أنه ما زال متّسع من الوقت من أجل التحرّك في اتّجاه التخفيف ‏من انتشار الفيروس، لكنه حذّر من وجود "مقدار هائلٍ من الإجهاد الذي سبّبه وباء "كوفيد" على ‏مستوى قادة الحكومات في العالم، بسبب الانكماش الاقتصادي في دولهم‎.‎

وذكّر موراي في تصريح يوم الجمعة، بأن أمراض جهاز التنفّس تصل إلى ذروتها في فصل ‏الشتاء. وبالتالي، فإنه من المتوقع أن ينعكس هذا التأثير الموسمي على ارتفاع وتيرة انتشار ‏‏"كوفيد - 19‏‎"‎

أما خبير الأمراض المعدية من "جامعة كولومبيا" جيفري شامان، فقال لصحيفة "واشنطن ‏بوست": "إن كلّ ما يُطرح في الواقع يبقى من قبيل التكهن والتخمين لأن هناك عوامل عدّة لا ‏يمكننا توقّعها لا سيما تلك المتعلقة بكيفية انتقال العدوى والتي لا يزال العلماء غير ملمّين بها ‏بشكل تام‎".‎

وختم شامان قائلاً إن "ما سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة مرتبط في الحقيقة بالسلوكيّات التي ‏ستنتهجها مجتمعاتنا في الأسابيع القليلة المقبلة‎".‎