الصين تتباهى بنجاح اجتيازها اختباراً تاريخياً واستثنائياً ضد كورونا
وجهت للصين انتقادات إزاء إدارتها لأزمة فيروس كورونا المستجد، (كوفيد-19) الذي انطلق منها وتفشّى في العالم، وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال حفل لتوزيع جوائز لمهنيين طبيين، إن بلاده اجتازت "اختباراً تاريخياً واستثنائياً" في طريقة تعاملها مع الوباء، مضيفاً "نحن نقود العالم في رحلة التعافي الاقتصادي ومكافحة كوفيد-19".
وخلال الاحتفال، وزّع الرئيس الصيني ميداليات ذهبية لأربعة "أبطال" من المجال الطبي، وسط تصفيق مئات الحاضرين الذين وضعوا كمامات وشارات تظهر زهرةً حمراء كبيرة على بزاتهم.
وواجهت الصين انتقادات بشأن الفيروس مع توجيه الولايات المتحدة وأستراليا اتهامات لبكين بالتستر على مصدره وخطورته، فيما أشادت آلة الدعاية الصينية بطريقة استجابة البلاد لكوفيد-19، وأعادت الترويج لأزمة الصحة العامة على أنها مثال على مرونة القيادة الشيوعية ومدى تنظيمها. وتصرّ بكين على أن مصدر الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، ما زال غير معروف.
وبدأ الاحتفال الفخم الذي أقيم في "قاعة الشعب الكبرى"، بدقيقة صمت حداداً على من قضوا بالمرض. ومن بين المكرمين الأربعة، تشونغ نانشان البالغ من العمر 83 سنةً، وهو أشهر خبير طبي في البلاد اعتُبر شخصيةً بارزةً في إطار مكافحة الصين للعدوى، وحصل على أرفع وسام وطني. ومُنح ثلاثة آخرون لقب "بطل الشعب" الفخري، وهم تشين وي الخبير في الكيمياء الحيوية، ورئيس مستشفى في ووهان، وخبير في الطب الصيني التقليدي يبلغ من العمر 72 سنةً.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية الثلاثاء أن البلاد سجلت 10 إصابات جديدة بكوفيد-19، وأضافت في بيان أن جميع الحالات الجديدة وافدة من الخارج، ما يعني عدم تسجيل أي حالات داخل البلاد لليوم الـ23 على التوالي. وأعلنت اللجنة كذلك تسجيل 13 إصابة جديدة من دون أعراض، انخفاضاً من 17 في اليوم السابق. ولا تحسب الصين المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض ضمن الحالات المؤكدة.
ويبلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في الصين الآن 85144، في حين ظل عدد الوفيات عند 4634.
وقت قياسي
أميركياً، أعلن الرئيس دونالد ترمب، الاثنين، عن موعد جديد لتوفر لقاح ضد فيروس كورونا، وقال إنه سيكون جاهزاً في وقت قياسي، ربما قبل الانتخابات، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الضغط السياسي قد يؤدي إلى نشر لقاح قبل أن يصبح آمناً.
وتابع "كان من الممكن أن يستغرق هذا عامين أو ثلاثة أعوام. وبدلاً من ذلك سيتم إنجازه في فترة زمنية قصيرة جداً. يمكن حتى الحصول عليه خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)". وأضاف "سيكون اللقاح آمناً للغاية وفعالاً للغاية، وسيتم تسليمه قريباً جداً. يمكن أن تكون لدينا مفاجأة كبيرة جداً قادمة".
ووصف الرئيس الأميركي منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن بأنه "غبي"، وطالب باعتذار عما وصفه بالخطاب المناهض للقاحات. وكان بايدن قد اتهم ترمب بتعريض الأرواح للخطر بأسلوب تعامله مع الجائحة.
وبعد أن أظهرت نتائج استطلاعات رأي على مستوى البلاد تراجع شعبيته مع اقتراب عدد وفيات الأميركيين جراء فيروس كورونا من 190 ألفاً، أطلق ترمب العنان لهجوم واسع النطاق على خصمه في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) ونائبته السيناتور الأميركية كامالا هاريس.
وفي حديثه خلال مؤتمر صحافي بمناسبة عيد العمال الأميركي في البيت الأبيض، قال ترمب "بايدن وزميلته الليبرالية للغاية، الأكثر ليبرالية في الكونغرس بالمناسبة - ليست كفؤاً في رأيي، ستدمر هذا البلد وهذا الاقتصاد - يجب أن يعتذرا فوراً عن الخطاب الطائش المناهض للقاحات. هذا تقويض (لدور) العلم".
وكانت هاريس قالت إنها لن تثق في اللقاح الذي سيعلن ترمب عن التوصل إليه قبل الانتخابات في حين حث بايدن، الذي ينتقد أسلوب تصدي ترمب للوباء، الأميركيين، على الاهتمام بآراء العلماء. ويتهم منتقدون ترمب بقمع آراء العلماء فيما يتعلق بالجائحة.
اللقاح الروسي
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الروسية عن إدخال أول دفعة للقاح "سبوتنيك في" إلى التداول العام.
وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الصحة الروسية، في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم"، مساء الاثنين، أن الدفعة الأولى لـ"سبوتنيك في" خضعت للاختبارات الضرورية في مختبرات الهيئة الفدرالية للمراقبة في مجال الصحة، وجرى إدخاله إلى التداول العام.
وأضاف البيان، أنه "من المتوقع أن يتم في الوقت القريب توريد الدفعات الأولى للقاح إلى المناطق الروسية".
وتعد روسيا أول دولة في العالم سجلت لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، وأطلق عليه اسم "سبوتنيك في"، تيمناً باسم أول قمر صناعي في العالم أطلقه الاتحاد السوفياتي عام 1957.
وسجّلت السلطات الروسية، اليوم الثلاثاء، 5099 إصابة جديدة بفيروس كورونا و122 وفاة، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى مليون و35789 حالة، في رابع أكبر حصيلة على مستوى العالم، وإجمالي الوفيات إلى 17993.
الوباء القادم!
إلى ذلك، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، العالم إلى تعزيز استعداده للوباء التالي، وحث الدول على الاستثمار في الصحة العامة.
وقال غيبريسوس في إفادة صحافية بجنيف "هذا لن يكون آخر وباء. يعلمنا التاريخ أن تفشي الأمراض والأوبئة هو حقيقة من حقائق الحياة. ولكن عندما يأتي الوباء التالي، يجب أن يكون العالم مستعداً - أكثر استعداداً مما كان عليه هذه المرة".
أعلى عدد وفيات في الهند منذ شهر
أظهرت بيانات لوزارة الصحة الهندية أن الهند سجلت أعلى عدد وفيات في يوم واحد بفيروس كورونا منذ أكثر من شهر، الثلاثاء، على الرغم من تراجع حالات الإصابة الجديدة.
وقالت وزارة الصحة إن 1133 توفوا بسبب "كوفيد-19" في الساعات الـ24 الماضية، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) ليصل إجمالي الوفيات إلى 72775، لكن الحالات اليومية الجديدة بلغت 75809، وهو أدنى مستوى في أسبوع.
وعلى الرغم من التفشي المتسارع للوباء في البلاد، يعيد تاج محل، أبرز معلم سياحي في الهند، فتح أبوابه أمام الزوار في 21 سبتمبر (أيلول)، مع اعتماد تدابير صحية جديدة بعد إغلاق لأكثر من ستة أشهر.
وقال المدير المساعد في وزارة السياحة في ولاية أوتار براديش شمال الهند، أميت سريفاستافا، لوكالة الصحافة الفرنسية، "سنطبّق كل البروتوكولات المرتبطة بكوفيد-19، من بينها وضع الكمامة والتباعد الجسدي". وأوضح أن عدد الزوار المسموح به سيقتصر على خمسة آلاف يومياً، فيما كان المعدل يصل إلى 20 ألف زائر في اليوم سابقاً.
وقالت حكومة الأرجنتين إن إجمالي الوفيات بفيروس كورونا في البلاد تجاوز عشرة آلاف في الوقت الذي تبذل فيه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية جهوداً للسيطرة على معدل الإصابات.
وسجلت البلاد 10129 حالة وفاة من بين 488007 حالات إصابة مؤكدة وفقاً لبيانات الحكومة. ويسفر نصف اختبارات الكشف عن فيروس كورونا في الأرجنتين عن نتائج إيجابية.
وتخضع الأرجنتين لإجراءات عزل عام منذ 20 مارس (آذار)، وعلى الرغم من ذلك زادت الحالات في الأسابيع الأخيرة. ولا تزال بعض مناطق البلاد، ومنها العاصمة بوينس أيرس، تخضع لمستويات متفاوتة من الحجر الصحي على الرغم من استئناف بعض الأنشطة، مثل ممارسة الرياضة وتناول الطعام في المطاعم المفتوحة في الهواء الطلق في الآونة الأخيرة.
البرازيل والمكسيك
بدورها، قالت وزارة الصحة في البرازيل إنها سجلت 10273 حالة إصابة جديدة مؤكدة و310 وفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبلغ العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس منذ ظهور الوباء 4.15 مليون حالة إصابة وفقاً لبيانات الوزارة، بينما وصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 126960.
وتسجل البرازيل حالياً ثالث أكبر عدد للإصابات. وتخطت الهند، التي سجلت 4.2 مليون إصابة بكورونا، البرازيل، في عدد الإصابات يوم الاثنين، بينما تأتي خلف الولايات المتحدة.
وسجلت المكسيك 3486 حالة إصابة مؤكدة و223 وفاة، الاثنين، ليصل إجمالي الحالات إلى 637509، والوفيات إلى 67781. وتقول الحكومة إن العدد الفعلي للإصابات المؤكدة أعلى بكثير على الأرجح من الأرقام المعلنة.
1499 حالة جديدة في ألمانيا
سجلت ألمانيا 1499 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا وفقاً لأحدث بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الثلاثاء، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 252298.
وأظهرت البيانات ارتفاع عدد الوفيات إلى 9329 بعد تسجيل أربع حالات جديدة.
الوضع في فرنسا "مقلق"
قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، اليوم الثلاثاء، إن وضع وباء كورونا في فرنسا "مقلق" مع تسجيل إصابات يومية قياسية، لكن حدوث موجة ثانية من العدوى "أمر يمكن تجنّبه".
وصرّح الوزير لإذاعة "فرانس إنتر"، بأن "معدّل تكاثر الفيروس 1.2 وهو ما يقلّ عن مستوى بين 3.2 و3.4 شهدته فرنسا في الربيع. هذا يعني أن الفيروس ينتشر بسرعة أقل لكنه يتفشى، وهو أمر مقلق".
ولاية فيكتوريا الأسترالية
وقالت السلطات في ولاية فيكتوريا، ثاني أكبر ولاية في أستراليا، من حيث عدد السكان، الثلاثاء، إن ثمانية أشخاص توفوا بسبب فيروس كورونا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما تم تسجيل 55 حالة إصابة جديدة.
وسجلت فيكتوريا التي أصبحت بؤرة "كوفيد-19" في اليوم السابق تسع وفيات و41 إصابة، وهو أدنى ارتفاع في يوم واحد منذ أكثر من عشرة أسابيع.
وتمثل فيكتوريا نحو 75 في المئة من حالات الإصابة في البلاد وعددها 26377 و90 في المئة من الوفيات التي بلغت 770. وكانت الولاية الواقعة في الجنوب الشرقي قد قررت تمديد إجراءات العزل العام الصارمة في عاصمتها ملبورن حتى 28 سبتمبر.
عدد الإصابات يتجاوز 100 ألف في مصر
أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان أن إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد تجاوز 100 ألف. وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد إنه تم تسجيل 178 حالة إصابة جديدة و11 وفاة.
وأضاف أن "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الاثنين هو 100041 حالة من ضمنهم 79008 حالات تم شفاؤها، و5541 حالة وفاة".
إصابات بصفوف موظفي الأمم المتحدة في سوريا
أصيب 42 من موظفي الأمم المتحدة وأفراد عائلاتهم بكورونا في سوريا، وفق ما أفاد ناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة اليوم الثلاثاء، في وقت يزداد تفشي الوباء في البلاد.
وقال المتحدث باسم المكتب في جنيف ينس لاركي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن نحو 200 شخص من موظفي الأمم المتحدة وأقاربهم "ظهرت عليهم عوارض كوفيد-19"، موضحاً أن "42 منهم ثبُتت إصابتهم" بالفيروس، من دون أن يُحدّد عدد موظفي الأمم المتحدة ضمنهم أو جنسياتهم.
وأشار لاركي إلى أن "الحالات الأخرى معزولة (...) وتخضع لفترة حجر لمدة 14 يوماً"، وهم يتوزعون على وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة في أنحاء سوريا. وتظهر على المصابين من موظفي الأمم المتحدة وفق لاركي "عوارض خفيفة". وتمّ إجلاء ثلاثة منهم إلى بيروت لتلقي العلاج.
وتشهد سوريا أخيراً ازدياداً ملحوظاً في عدد الإصابات بالوباء. وسجّلت وزارة الصحة حتى اليوم 3229 إصابة بينها 137 وفاة. وأشارت الوزارة في وقت سابق إلى عدم امتلاكها "الإمكانيات (..) لإجراء مسحات عامة في المحافظات".
وأعرب لاركي عن اعتقاده بأن "عدد الإصابات الحقيقي يتخطى العدد المعلن رسمياً".
ونقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن ممرضين وأطباء سوريين، في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، إن المشافي الحكومية الجاهزة للتعامل مع حالات كوفيد-19 تخطت قدرتها الاستيعابية، في حين لا تملك غيرها من المستشفيات البنية التحتية اللازمة. وعزوا ذلك إلى عدم توفّر قوارير الأوكسيجين وأجهزة التنفس الاصطناعي والأسرّة.