هل صنع فيروس كورونا في مختبر بـووهان؟.. عالمة صينية تحسم الجدل

السبت 12 سبتمبر 2020 16:10:26
 هل صنع فيروس كورونا في مختبر بـ"ووهان"؟.. عالمة صينية تحسم الجدل

ثار جدل في الآونة الأخيرة حول اتهام الصين بتصنيع فيروس كورونا المستحد بمختبر في ‏ووهان، ولحسم هذا الجدل أكّدت الدكتورة الصينية لي مينغ يان، التي تركت بلادها وسافرت إلى ‏الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً على سلامتها، أن فيروس كورونا صُنع بشرياً في مختبر صيني ‏في ووهان، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى أواخر العام الماضي، وفق ما قالت خلال مقابلة ‏عبر الفيديو في برنامج "لوس وومن‎" (Loose Women) ‎التلفزيوني‎.‎

ووصفت يان رواية الصين الرسمية، بأن الفيروس ظهر في سوق للحوم في ووهان، بـ"ستار ‏دخان"، مؤكّدةً أن كوفيد-19 "ليس من الطبيعة‏‎".‎

وقالت العالمة السابقة في "مدرسة هونغ كونغ للصحة العامة"، إنها ستنشر في الأيام المقبلة أدلةً ‏علميةً تُثبت أن الفيروس صُنع داخل مختبر في ووهان، الأمر الذي تنفيه الصين تماماً. ‏وأوضحت أن أدلتها ترتكز إلى تسلسل الجينوم للفيروس، الذي يمكن "لأي شخص، حتى لو لم ‏تكن لديه معرفة بيولوجية، قراءته والتحقق منه والتعرّف إليه"، حسب قولها‎.‎

ورداً على سؤال إن كانت تشعر بأنها تحت التهديد، قالت يان التي لا تزال مختبئةً، "قال البعض ‏لي ألا أتجاوز الخطوط الحمراء، وإلا سأختفي. كان الأمر مخيفاً لكن كدكتورة لم أستطع السماح ‏بحدوث ذلك. علمت أنني سأندم إن لم أقل الحقيقة". وأشارت إلى أن السلطات الصينية بدأت ‏بتشويه سمعتها حتى قبل مغادرتها هونغ كونغ في أبريل (نيسان) الماضي، مضيفةً أنهم ألغوا كل ‏البيانات التي جمعتها عن الفيروس بعدما كُلّفت التحقّق من فيروس شبيه بـ"سارس" في ووهان‎.‎

النهاية "لن تأتي سريعاً‎"‎

بعد ستة أشهر من إعلان منظمة الصحة العالمية أن كورونا تحول جائحة عالمية، يواصل ‏الفيروس زرع الموت والفوضى في أنحاء المعمورة‎.‎

ورغم كل الجهود للتوصل إلى لقاح آمن، فإن نهاية الوباء "لن تأتي سريعاً"، وفق ما قال ‏الخميس "مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين‎".‎

وندد مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس بـ"نقص التضامن"، داعياً إلى "قيادة عالمية، لا ‏سيما من القوى الكبرى". وقال "هكذا يمكننا هزم الفيروس‎".‎

تدهور في فرنسا

ولا تزال لائحة ضحايا المرض تكبر وسط تضرر دول بشدة على غرار فرنسا بسبب تصاعد ‏أعداد الإصابات مجدداً. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الجمعة إن "تطور انتشار ‏الفيروس يشير إلى (تدهور واضح)"، مستبعداً في الوقت نفسه فرض "عزل معمم‎".‎

وأوضح أن "حدة الفيروس لم تتراجع وهو سيتواصل بضعة أشهر. لكن علينا أن نتمكن من ‏التعايش معه من دون أن ندخل مجدداً في منطق العزل المعمم‎".‎

وباتت 42 مقاطعة فرنسية، نحو نصف البلاد، مصنفة "حمراء" أي حيث الفيروس نشط جداً ‏على ما أوضح كاستيكس في مقر رئاسة الحكومة حيث يعزل نفسه بعد ما قابل مدير طواف ‏فرنسا الذي ثبتت إصابته بالفيروس‎.‎

وقبل ذلك، كانت سويسرا صنفت تسع مناطق فرنسية بينها إيل دو فرانس وضمنها باريس ‏ومقاطعة بروفانس-ألب ماريتيم-كوت دازور "منطقة عالية المخاطر" بسبب عدد الإصابات ‏المرتفع فيها. وينبغي على الأشخاص الآتين من هذه المناطق حجر أنفسهم‎.‎

وسجلت 9843 إصابة بالفيروس في فرنسا خلال 24 ساعة، حسب معطيات نشرت رسمياً، ‏مساء الخميس، وهو رقم قياسي منذ بداية الوباء وإطلاق الفحوص على نطاق واسع في البلاد. ‏وسجلت، الجمعة 9406 إصابات‎.‎

أكثر من 28.33 مليون إصابة في العالم

وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 28.33 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على ‏مستوى العالم في حين وصل إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة به إلى 910299 حالة‎.‎

وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة ستة ملايين و414694 إصابة و191916 وفاة. ‏وجاءت الهند في المركز الثاني من حيث عدد المصابين مسجلة أربعة ملايين و562414 إصابة ‏و76271 حالة وفاة‎.‎

وحلت البرازيل في المركز الثالث من حيث عدد المصابين مسجلة أربعة ملايين و238446 ‏إصابة و129522 وفاة، وهو ثاني أكبر عدد وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة. وجاءت ‏روسيا في المركز الرابع من حيث عدد المصابين، حيث سجلت مليوناً و051874 حالة ‏و18365 حالة وفاة‎.‎

فاوتشي يختلف مع ترمب

من جانبه، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الجمعة، إنه ‏يختلف مع تقييم الرئيس دونالد ترمب بأن الولايات المتحدة تحاصر جائحة فيروس كورونا، ‏مشيراً إلى أن الإحصاءات تثير القلق‎.‎

وقال فاوتشي الذي يدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إن "الولايات المتحدة بدأت ‏موسم الإنفلونزا بتسجيل معدل مرتفع لإصابات فيروس كورونا بلغ نحو 40 ألف إصابة جديدة ‏يومياً وألف حالة وفاة يومياً في المتوسط‎".‎

والخميس، قال ترمب الذي اعترف بالتهوين من حدة الفيروس منذ ظهوره في وقت سابق من ‏هذا العام الانتخابي إنه يعتقد أن الولايات المتحدة "تضيق الخناق" على الأزمة‎.‎

وقال فاوتشي لقناة (إم إس إن بي سي) "أجد نفسي مضطراً للاختلاف مع ذلك، لأنك إذا كنت ‏تنظر إلى الشيء الذي ذكرته للتو، فإن الإحصاءات... مقلقة". وأضاف "إذا كنت تتحدث عن ‏العودة إلى درجة من الحياة الطبيعية التي تشبه ما كنا عليه قبل كوفيد، فسيكون ذلك خلال عام ‏‏2021، وربما حتى قرب نهاية عام 2021‏‎".‎

وسُئل فاوتشي عن التجمعات الانتخابية المفتوحة التي استأنفها ترمب استعداداً لانتخابات الثالث ‏من نوفمبر (تشرين الثاني) التي ينافسه فيها الديمقراطي جو بايدن، فقال إنها محفوفة بالمخاطر ‏‏"تماماً‏‎".‎

التخلي عن "ريمديسيفير‎"‎

أميركياً أيضاً، أكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، الجمعة، أن ‏المستشفيات رفضت نحو ثلث الكميات المخصصة لها من عقار "ريمديسيفير" لعلاج كوفيد-19 ‏منذ يوليو (تموز)، مع تراجع الحاجة لهذا الدواء المكلف المضاد للفيروس‎.‎

وقالت بعض المستشفيات إنها ما زالت تشتري هذا العقار الذي تنتجه شركة "جيلياد ساينسز"، ‏كي يصبح لديها مخزون في حال تسارعت وتيرة الجائحة خلال الشتاء. ولكنها قالت إن ‏‏"الإمدادات الحالية كافية وذلك إلى حد ما لأنها تقصر استخدامه على الحالات الشديدة فقط". ‏وسمحت إدارة الأغذية والعقاقير بقدر أكبر من الحرية في استخدام "ريمديسيفير"، ولكن ستة من ‏بين ثمانية مستشفيات ضخمة اتصلت بها رويترز، قالت إنها "لا تستخدمه في الحالات ‏المتوسطة". ويشير هذا الإبطاء إلى أن نقص العقار انتهى ويهدد جهود "جيلياد" لتوسيع استخدام ‏‏"ريمديسيفير‏‎".‎

وأكد متحدث باسم وزارة الصحة، الجمعة، أن ما بين السادس من يوليو والثامن من سبتمبر ‏‏(أيلول)، قبلت أنظمة الصحة العامة بالولايات والمناطق نحو 72 في المئة من الكميات التي ‏عرضتها عليها من "ريمديسيفير". ولم تشترِ المستشفيات بدورها سوى نحو ثلثي ما قبلته ‏الولايات والمناطق. ولم ترد "جيلياد" على طلب "رويترز" للتعليق.‏