آخرها الانكماش.. كورونا يضرب الرئتين بطرق مختلفة ومهلكة

الأحد 13 سبتمبر 2020 19:49:13
 آخرها الانكماش.. كورونا يضرب الرئتين بطرق مختلفة ومهلكة

كشفت دراسة حديثة أن مرضى كوفيد – 19، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بانكماش ‏الرئة، مع مكابدة شخص واحد من كل مئة مصاب يدخلون إلى المستشفى، تلك المضاعفات‎.‎

وتبدو تلك الحالة المعروفة باسم "استرواح الصدر‎"pneumothorax ‎، و"الرئة ‏المثقوبة‎"punctured lung  ‎في بعض الأحيان، عندما تتسلل جيوب هوائية إلى الفراغ، أو ‏الحيز، الفاصل بين الرئتين والقفص الصدري، مما يحدث خللاً أساسياً في عملية التنفس. [في ‏شكل طبيعي، يتمدد القفص الصدري إلى الخارج، فيحدث فراغ "يشفط" الرئتين باتجاه القفص ‏الصدري، فتتمددان بسرعة وقوة و"تشفطان" الهواء من الخارج، وهي عملية الشهيق. ويحدث ‏العكس عند الزفير. إنها آلية التنفس الطبيعي]. ومع دخول هواء بين الجدار الداخلي للقفص ‏الصدري والرئتين، تتعطل عملية "شفط" الرئتين وتمددهما، وتضطرب عملية التنفس الطبيعي ‏‏[لأن الرئتين تبقيان منكمشتين نسبياً‏‎].‎

وفي ذات السياق، درس باحثون في جامعة "كامبريدج" البريطانية سجلات طبية خاصة بـ71 مريضاً مصاباً ‏بـ"كوفيد- 19" في بريطانيا واجهوا انكماشاً في الرئة‎.‎

ويضاف إلى ذلك أن تلك الشريحة من المرضى لا يأتي أفرادها من فئات معرضة لخطر ‏الإصابة بانكماش الرئة، كفئتي المصابين بأمراض رئوية خطيرة، والشبان من أصحاب القامة ‏الفارعة‎.‎

في النتيجة، خلص العلماء إلى أن كورونا يُحدث تكيسات مرضية داخل الرئتين تكون على ‏الأرجح سبباً في حدوث انكماش الرئة لدى المصابين بالفيروس، مشيرين إلى أنه على الأطباء ‏الذين يعالجون مرضى "كوفيد- 19" التنبه إلى تلك الحالة‏‎.‎

في ذلك الصدد، تطرق إلى تلك النتائج ستيفان مارسينياك من "معهد كامبريدج للبحوث الطبية"، ‏وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، مشيراً إلى أنه "لا بد للأطباء من أن يكونوا متنبهين ‏لاحتمال ظهور ثقب في الرئة لدى مرضى "كوفيد- 19"، حتى لدى المرضى الذين لا يُصنفون ‏عادة بأنهم معرضون لهذا الخطر‎".‎

أضاف، "كثير من الحالات التي أبلغنا عنها اكتشفت عرضياً بمعنى أن الأطباء الذي يتابعون ‏أولئك المرضى لم يشتبهوا في وجود ثقب في الرئة لديهم، وشخصت الحالة من طريق ‏المصادفة‎".‎

تشمل أعراض "استرواح الصدر" ضيقاً في التنفس، وألماً مفاجئاً وحاداً في أحد جانبي الصدر، ‏يظهران خلال الشهيق. في العادة، تشخص هذه الحالة عبر تصوير الصدر بالأشعة السينية أو ‏بالتصوير المقطعي المحوسب، فيما تعالج الحالات الشديدة منها من طريق تصريف الهواء ‏المحبوس باستخدام إبرة خاصة أو عبر إدخال الأنبوب الصدري إلى المساحة [التي تتكون بسبب ‏كورونا] بين الرئتين وجدار الصدر‎.‎

وكذلك أظهرت بيانات دخول المستشفى التي درسها الباحثون المأخوذة من 16 مستشفى، أن نحو ‏‏1 في المئة من مرضى فيروس كورونا أصيبوا بانكماش الرئة، فيما نجا أقل من ثلثي هؤلاء ‏‏(تحديداً 63 في المئة‎).‎

واستطراداً، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة لدى المرضى دون السبعين من العمر نحو 71 في ‏المئة ما يزيد بأشواط، عما يحدث لدى المرضى الكبار في السن‎.‎

اللافت، كما أشارت الدراسة، أن الرجال كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ"استرواح الصدر" بثلاث ‏مرات بالمقارنة مع النساء. ويضاف إلى ذلك أن المرضى الذين يعانون ارتفاعاً في حموضة ‏الدم، الذي يتسبب به أحياناً الضعف في وظائف الرئة، عانوا مضاعفات صحية أكثر سوءاً‎.‎

وفي الصدد نفسه، ذكر الدكتور أنتوني مارتينيلي، وهو طبيب متخصص في أمراض الجهاز ‏التنفسي في "مستشفى أدينبروك" في المملكة المتحدة، والباحث الرئيس في الدراسة، أنه "على ‏الرغم من أن "الرئة المثقوبة" حالة شديدة الخطورة، يميل مرضى "كوفيد- 19" الذين تقل ‏أعمارهم عن 70 عاماً إلى الاستجابة بشكل جيد للعلاج. وفي المقابل، يتعرض المرضى الأكبر ‏سناً، أو أولئك الذين يعانون ارتفاعاً من حموضة الدم، بشكل أكبر لخطر الموت، وقد يحتاجون ‏تالياً إلى رعاية طبية أكثر تخصصاً"، وفق الدكتور مارتينيلي‎.‎