الجنوب في معادلة الحرب والسلام هل سيكون هو الخاسر ؟

لحرب في اليمن تقترب من عامها الرابع من دون أن تظهر أية مؤشرات أو دلائل تبعث فينا الأمل على قرب  نهايتها ، ويدّعِي  كل طرف تحقيقه للانتصارات على حساب الطرف الآخر ، وفي ظل معاناة شديدة يعانيها المواطنون ،   من جراء هذه الحرب واستمراريتها وتبعاتها ، وكلما طالت فترة هذه الحرب ، كلما تناسى المجتمع الإقليمي والدولي  ماسات  هذا الشعب ، وقل الحماس في البحث عن حلول دائمة لوضع نهاية لها ، ولعلَّ المبعوث    ألأممي الجديد البريطاني الجنسية ، ينجح فيما فشل فيه سلفه الموريتاني ، ابن الشيخ ، في بعث الحياة إلى الجهود الدولية لإيقاف الحرب ، وإيجاد سلام دائم  في هذا البلد الذي أنهكته  الحرب ودمرت  إمكانياته ، وقدراته المتواضعة ، ورمت بأكثر من نصف شعبه   في أتون الفقر  والفاقة والمرض .

الحرب في اليمن  مع المتمردين الحوثيين ، وكلاء إيران في الجزيرة والخليج   ، ليست بعيدة عمَّا يجري  من إحتراب في الساحة العربية في كل من سوريا والعراق وليبيا ،التي هي تعبير حيٌّ عن صراع مصالح القوى الأقليمية والدولية وتدخلاتها  في هذه المنطقة الحيوية من العالم ،  بعد ان افشلت هذه القوى بالتعاون مع أنظمة الحكم القائمة ،  ثورات الربيع العربي ، التي قامت ضد هذه الأنظمة العربية القمعية والإستبدادية ، وتحولت إلى حروب أهلية للأسف الشديد أتت على الأخضر واليابس ، ودمرت إمكانيات هذه البلدان  العسكرية ، والإقتصادية والمادية لصالح الكيان الصهيوني  ،  وحولت شعوبها إلى متشردين ومهاجرين في دول العالم .

 وتأتي إيران من  أكثر الدول الإقليمية تدخلا في الشأن العربي  وأخطرها ، عبر أذرعها    السياسية والعسكرية  في المنطقة ، والجماعات المذهبية  الشيعية التي تدين لها بالولاء ، حيث تقدم لهم الدعم المادي  والعسكري  ، لأهداف توسعية سياسية وعسكرية  وطائفية ،  وتعمل على إشعال الحروب ، وإذكاء روح  الفتن الطائفية ،لخلق الانقسامات  في المجتمعات العربية والإسلامية ، حتى يسهل لها فرض نفوذها وهيمنتها وسيطرتها على المواقع الإستراتيجية الهامة ،للتحكم في مصير هذه الأمة ، انتقاماً لإرث تاريخي قديم ، بسبب هزيمة الإمبراطورية الفارسية على أيدي العرب المسلمين في الفتوحات الإسلامية .

 وقد مثَّلت  هزيمة الإنقلابيين  الحوثيين ، وقوات حليفهم الرئيس السابق ، على أيدي رجال المقاومة الجنوبية بإمكانياتهم المتواضعة ودعم التحالف العربي ، ودحرهمً  من الجنوب في ٢٠١٥ م ، ضربة قوية للمشروع الإيراني ، ومحاولة تمددهم جنوباً وإحتلالهم المواقع الإستراتيجية الهامة ، لتهديد الأمن الأقليمي والقومي العربي  ، كما يشارك الجنوبيون  بفعالية في جبهات الحرب الأخرى ، ولاسيما في جبهة الساحل الغربي  ، وسقط منهم العشرات من القتلى والجرحى ، وتأتي الانتصارات  التي تحققها قوات النخبة الحضرمية والشبوانية ، وغيرها من القوات الجنوبية في الحرب على الإرهاب ، وتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة ،  وكذلك قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي ، كحامل سياسي للقضية الحنوبية ،  لتعزز من مكانة الجنوب في معادلة الحرب  والسلام ، وتجعل منه شريكاً حقيقيا موثوقاً مع التحالف العربي  في الحرب ضد الإنقلابيين ، وهزيمة المشروع الإيراني ، ورقماً مهماً من الصعب  جدا تجاهله ، او تجاوزه مهما حاولت  تلك  القوى السياسية والعسكرية المحسوبة على الشرعية والمتحكمة في قراراتها  ذلك مستقبلا .                              

الجنوب بعد اليوم لن يسمح لأي قوى سياسية أو عسكرية أو شخصيات إنتهازية أو متسلقة أن تعبث بمصيره وتحدد له مستقبله ، سيتصدَّى لها بكل  قوة  مهما كان الثمن ، وعلى كل قوى الثورة التحررية  الجنوبية التوحد والإلتفاف   حول المجلس الإنتقالي  الجنوبي .