تعذيب الأغبري الوحشي.. مخاوف حوثية من الهبَّة الناسفة

الجمعة 18 سبتمبر 2020 22:16:00
تعذيب الأغبري الوحشي.. مخاوف حوثية من "الهبَّة الناسفة"

تواصل المليشيات الحوثية تحركاتها الرامية إلى إجهاض أي هبّات غاضبة قد تندلع في وجهها في أعقاب واقعة مقتل الشاب عبد الله الأغبري، حيث تعيش المليشيات حالة رعب واسعة من تفاقم موجة الغضب.

وكانت لقطات مصورة قد أظهرت تناوب خمسة متهمين على تعذيب الأغبري بشكل وحشي على يد قيادي حوثي وعدد من عناصره أدت لوفاته داخل محل لبيع الهواتف، قبل أن يلجأوا إلى قطع شرايينه للإيهام بانتحاره.

بوادر انتفاضات اندلعت في وجه الحوثيين خلال الأيام الماضية، في وقتٍ تتخوّف فيه المليشيات من أن تخرج الأمور عن السيطرة وصولًا إلى القضاء على نفوذ المليشيات على الأرض.

إزاء هذه المخاوف، لجأت المليشيات الحوثية إلى محاولة العمل على التصدي لهذه الموجة الغاضبة، ففي الساعات الماضية اعتقلت مليشيا الحوثي سبعة ضباط في البحث الجنائي بصنعاء بتهمة تسريب فيديو تعذيب وقتل الأغبري.

وفي التفاصيل، كشفت مصادر "المشهد أنَّ المليشيات الحوثية الإرهابية اعتقلت ضابط التحقيق في القضية عبدالله الأسدي، وست ضباط آخرين، بتهمة تسريب الفيديو الصادم الذي فجر تظاهرات غاضبة في صنعاء ومدن أخرى، ما أثار مخاوف مليشيا الحوثي من تحولها إلى تظاهرات شعبية ضدها.

وتكتمت المليشيات المدعومة من إيران، على تحقيقات القضية بعد اكتشاف تورط قيادات حوثية مع الجناة بقضايا أخلاقية وابتزاز، علمًا بأنّ هناك ثلاثة متهمين آخرين ظهروا في فيديو التعذيب الوحشي ما زالوا طلقاء ولم يتم القبض عليهم.

وكانت مليشيا الحوثي قد نشرت عناصرها المُسلحة في شوارع صنعاء؛ لمنع أي تظاهرات تُندد بحادثة مقتل الشاب عبدالله الأغبري.

وفيما انتشرت عربات عسكرية في شوارع صنعاء، أصدر وزير الداخلية في حكومة الحوثي المدعو عبدالكريم الحوثي، تعليمات مشددة بإجهاض أي تظاهرات والتصدي لها بأقصى درجة ممكنة.

وضمن المحاولات الحوثية لتحقيق الغرض ذاته، فقد التقت قيادات بالمليشيات بأسرة القتيل عبدالله الأغبري، حيث طلبوا من أفرادها الظهور التلفزيوني، والإدلاء بتصريحات تمتص غضب الشارع.

الرعب الحوثي من خروج الأمور عن السيطرة قاد العديد من المحللين إلى اعتبار أنّ قضية عبدالله الأغبري تشكّل نقطة انطلاقة لثورات شعبية غاضبة ضد الحوثيين.

ما يعزِّز من ذلك أنّ اللقطات المسربة عن الجرائم الحوثية في مناطق سيطرة المليشيات تمكنت من كسر حاجز الخوف لدى أبناء تلك المناطق الذين يعانون الأمرّين منذ عام 2014.

وعلى مدار السنوات الماضية، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الجرائم التي أزهقت الكثير من الأرواح وأسالت الكثير من الدماء.

هذا الوضع الدموي المرعب يفرض على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات بضرورة أن تندلع هبّات غاضبة ضد هذا الفصيل الإرهابي الذي تخطّت جرائمه كل الخطوط الحمر.