مظاهرات المكلا تمهد لانتفاضة شعبية ضد الشرعية بالجنوب
للأسبوع الرابع على التوالي استمرت المظاهرات الرافضة لإهمال الشرعية في محافظة حضرموت، بعد أن شهدت المحافظة ترديا غير مسبوق في جميع الخدمات في الوقت الذي تتآمر فيه الشرعية على أبناء المحافظة من خلال دعم تدشين الائتلافات المشبوهة الممولة من الخارج، وهو ما صاعد من حالة الغضب تحديدا في مديريات المحافظة الكبرى والتي يأتي على رأسها المكلا وسيئون.
يتوقع مراقبون أن تؤدي حالة الغضب التي يشهدها الشارع في محافظة حضرموت إلى انتفاضة شعبية أكبر ضد ممارسات مليشيات الإخوان وذلك بعد أن تمادت في جرائمها التي استهدفت بالأساس إغراق مناطق سيطرتها بالفوضى بما يعطي فرصة لتدشين التحالفات التي تجري حاليا على قدم وساق مع المليشيات الإرهابية، وهو أمر يرصده أبناء الجنوب ويسعون لمواجهته بكافة الأساليب السلمية الممكنة.
لا تنفصل حالة الغضب الحالية في محافظة حضرموت عن توظيف الشرعية لمقدرات المحافظة من أجل عداء المحافظات الجنوبية، إذ كان مخططا لأن تكون المحافظة ثغرة جديدة من الممكن أن تنفذ عبرها المليشيات الحوثية إلى الجنوب بديلا لجبهة الضالع التي تتلقى فيها خسائر فادحة على يد القوات المسلحة الجنوبية، وكان التعويل في حضرموت على المنطقة العسكرية الأولى التي تأوي العديد من العناصر الإرهابية وتتورط في معاداة أبناء حضرموت.
كما أن الشرعية سعت لتوظيف الكتلة السكانية الأكبر في حضرموت من أجل التأكيد على وجود حاضنة شعبية لها بالجنوب، ودعت أكثر من مرة إلى مليونيات ممولة استهدفت من خلالها شق الصف الجنوبي والتشكيك في شعبية المجلس الانتقالي الذي أضحى ممثلا عن القضية الجنوبية في المحافل الدولية، الأمر الذي زاد من الاحتقان داخل المحافظة بالتوازي مع أوضاع اجتماعية وصحية صعبة تعاني منها أكثر المحافظات تأثرا بفيروس كورونا.
تشكل المظاهرات العفوية التي تندلع بين الحين والآخر داخل حضرموت مأزقا جديدا بالنسبة للشرعية التي انكشفت أبعاد جريمتها بحق أبناء الجنوب منذ أن انخرطت في تدشين تحالفات علنية مع المليشيات الإرهابية، كما أن تمدد هذه المظاهرات في أكثر من منطقة وبأعداد كبيرة يبرهن على أن الشرعية تقبع فوق فوهة بركان قابلة للانفجار في أي لحظة.
اتسعت دائرة الاحتجاجات الشعبية على تردي الخدمات والمرافق العامة في مدينة المكلا، بساحل حضرموت، اليوم الأحد، لتصل إلى منطقة ديس المكلا، وأشعل شباب غاضبون إطارات السيارات، وقطعوا الطرق أمام جولة الكتاب، مطالبين بحلول جذرية لأزمة انهيار الخدمات الأساسية في المدينة.
ويوم الثلاثاء الماضي، قطع محتجون في مدينة المكلا، بساحل حضرموت الطرق والشوارع الرئيسية تنديدًا بانهيار منظومة الكهرباء، وطالب المحتجون أهالي حضرموت في مختلف المديريات والأحياء بالانضمام إليهم للمطالبة بحقوقهم، وسط دعوات لإعلان عصيان مدني.
واستهجن المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، الأسبوع الماضي، الحالة الراهنة التي تعيشها مدينة المكلا وبقية مدن ساحل حضرموت، واستنكر رئيس القيادة المحلية للمجلس، الدكتور محمد جعفر بن الشيخ، خلال زيارته مؤسسة الكهرباء بساحل حضرموت، التدهور المستمر لمنظومة الكهرباء، وانسداد الأفق أمام أي حلول أو معالجات، مشيرا إلى عدم تجاوب حكومة الشرعية مع مناشدات السلطة المحلية.
واطلع من قيادات مؤسسة الكهرباء على أزمات الإدارة، وجهودها مع السلطة المحلية وشركات بيع الطاقة الكهربائية، وكشف مسؤولو المؤسسة عن تعهد لشركات بيع الكهرباء بتسليمها مليون دولار من مستحقاتها خلال الشهر الحالي، محذرين من إيقاف الشركات إمداداتها في حالة عدم الوفاء.
وطالبت القيادة المحلية للمجلس، إدارة مؤسسة الكهرباء بمصارحة الناس بهوية المتسبب في حرمان حضرموت من أبسط استحقاقاتها.
وحذرت من اضطرارها إلى دعوة الجماهير إلى التصعيد، وإعلان العصيان المدني الشامل، وإغلاق شركة بترو مسيلة، ومنعها من تصدير النفط الخام عبر القاطرات إلى المحافظات الأخرى.
ونددت بنقل خيرات حضرموت إلى خارج المحافظة بينما يعاني الأهالي من عدم توفر محطة كهرباء حكومية تغنيهم عن الطاقة المشتراة من التجار.