خصخصة التعليم.. أقصر طرق الحوثي نحو تجنيد الأطفال
لم تجد المليشيات الحوثية سبيلا لتجنيد الصغار سوى من خلال تدمير التعليم والذي تعاملت معه عبر مستويات عدة بدأت أولا بنشر ثقافتها الإرهابية عبر المناهج الدراسية، قبل أن تغلق عددا كبيرا من المدارس وتحولها إلى ثكنات عسكرية تابعة لها، ونهاية بخصخصة العديد من المدارس الحكومية التي تعد ملجأ لتعليم الفقراء الهاربين من جحيم المدارس الخاصة ومصروفاتها الباهظة.
يمكن تفسير خصخصة التعليم على أنه مقدمة للزج بآلاف الأطفال من الفقراء إلى جبهات القتال لأن هؤلاء لن يجدوا فرصة تعليم مواتية لهم وبالتالي سيكون أمامهم الشارع من أجل قضاء أوقات فراغهم وهو أمر تستغله المليشيات الحوثية في اختطاف الأطفال عنوة والزج بهم إلى معسكرات التدريب التابعة لها سواء كان ذلك برغبة أسرهم أو من دون رغبتهم.
لا يوجد مبرر للإقدام على تلك الخطوة في الوقت الحالي سوى أنها محاولة للتعامل مع الأزمات المالية التي طالت المليشيات مؤخرا بفعل انحسار التمويل الإيراني، وبالتالي فإن الخصخصة تتيح لها الحصول على موارد مالية أكبر من خلال تلك المدارس، كما أنها تسهل عملية ملء الجبهات بعناصر تقاتل في صفوفها لتقوم بتشكيل عقولهم كيفما تشاء مستغلة الجهل الذي يسيطر عليهم.
ومؤخرا قررت وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا والتي يديرها يحيى الحوثي شقيق زعيم المليشيات، تخصيص مدرسة بلقيس الحكومية المخصصة للبنات في صنعاء، وتحويلها إلى مدرسة للذكور، مقابل رسوم.
وحددت ميليشيات الحوثي الرسوم الدراسية للالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائية بنحو 65 ألف ريال للطالب فيما حددت 85 ألف ريال لطلاب الإعدادية، و95 ألف ريال لطلاب الثانوية.
ويتوقع العديد من المراقبين أن تلغي المليشيات الحوثية الإرهابية مجانية التعليم ليكون حكرا على أبناء الأغنياء والذوات ويحرم منه غالبية أبناء الشعب الفقراء الذين سيكون مصيرهم المجهول في ظل الرغبة الحوثية الطامحة في تعويض غياب العناصر الهاربة من الجبهات.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن هناك أكثر من ثمانية ملايين طفل خارج المدارس، وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن 5.8 مليون طفل توقف عن التعليم العام الماضي بسبب ممارسات المليشيا وإغلاقها المدارس.
ويذهب البعض للتأكيد على أن تلك الممارسات تشكل نهج الحوثي القادم من الكهوف بجهله ليفرضه على الشعب اليمني كواقع ويدمر كل ما يمكن أن يؤسس لجيل واع يرفض الخزعبلات والأفكار الإرهابية والدموية التي تحث على القتل والموت.
وتتعمد المليشيا تجويع آلاف المعلمين وعائلاتهم وتشريدهم من منازلهم وأعمالهم، بحسب تقارير حكومية أفصحت عن تعرض أكثر من 300 معلم للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب في سجون الحوثي، منذ بداية الانقلاب في سبتمبر 2014.
وأفادت بأن 7 تربويين توفوا تحت التعذيب، فيما نزح نحو 20 ألف معلم هربا من سطوة الحوثي وقمعه لهم، وحولت المليشيا الكثير من المدارس إلى مراكز لاستقطاب المقاتلين من الأطفال والزج بهم في محرقة الموت.