الضغوط الأمريكية.. هل تقطع طريق طهران - صنعاء المسلح؟
ضغطٌ جديد مارسته الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالدعم الخبيث الذي تواصل إيران تقديمه للمليشيات الحوثية على نحوٍ ساهم بشكل رئيس في إطالة أمد الحرب وتعقد الأزمة الراهنة.
أحدث هذه الخطوات تمثّلت في تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أكّد خلاها تورط إيران في خرق قرارات دولية بتسليح مليشيات حزب الله والحوثي.
قال الوزير الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للرد على أي اعتداء إيراني في المستقبل.
وأضاف أنّ النظام الإيراني نفذ في السنوات الأخيرة هجمات استهدفت بنى تحتية وسفن وقوات أميركية، مضيفا أن الخطوات الأمريكية ضد طهران تهدف لحماية أرواح الجنود الأمريكيين.
هذا الضعط الأمريكي ليس الأول من نوعها، ففي كثيرٍ من الأحيان ذهبت واشنطن إلى تأكيد وربما توثيق الدعم الخبيث الذي تقدّمه إيران للحوثيين، إلى النحو الذي ذهب إلى اعتبار أنّ طهران تستخدم المليشيات في حربٍ بالوكالة.
هذا الحديث الأمريكي جاء في وقتٍ أعلنت فيه واشنطن فرض عقوبات جديدة على إيران، حيث وقّع الرئيس دونالد ترامب، على مرسوم بفرض عقوبات اقتصادية على أي جهة تسهل توريد أسلحة غير نووية لإيران، حسبما أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين.
أوبراين أعلن أنّ الولايات المتحدة تقر عقوبات وإجراءات جديدة لفرض قيود على الصادرات على 27 كيانا وفردا لهم صلة ببرنامج الأسلحة النووية الإيراني.
كما أعلنت إدارة ترامب، فرض عقوبات جديدة تستهدف وزارة الدفاع الإيرانية وجهات أخرى لها دور في برنامج الأسلحة النووية لطهران.
يشير ذلك كله إلى مواصلة أمريكية في فرض الضغوط من كل اتجاه ضد إيران، عملًا على خنق مسارات الدعم الذي تقدمه لطهران لفصائل إرهابية في المنطقة، تهدف إلى غرس بذور إرهابها على صعيد واسع.
ومن المأمول أن يواصل المجتمع الدولي تحركاته وممارسة نفوذه من أجل قطع الطريق أمام الدعم الخبيث الذي تقدّمه طهران للحوثيين، وهو ما تسبّب بشكل رئيس في إطالة أمد الحرب.
وهناك الكثير من الأدلة التي فضحت صنوف هذا الدعم الخبيث، فقبل أيام اعترف مسؤول وأعضاء خلية تابعة لمليشيا الحوثي، بالعمل ضمن شبكة لتهريب الأسلحة الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
المليشيات الحوثية كلّفت هذه العناصر بالتوجه إلى إيران؛ وفق خطة تتضمن المرور بثلاث محطات تبديل قوارب وتغيير مسارات وصولًا إلى ميناء بندر عباس، في مهمة للتدريب البحري، ثم تهريب شحنة سلاح على متن مركب.
وفي التفاصيل، سافر مسؤول خلية تهريب الأسلحة المدعو علوان فتيني سافر إلى إيران، مع مجموعة من 4 أفراد، على متن طائرة لنقل جرحى المليشيات الإرهابية، وتلقى معهم تدريبات مختلفة على يد الحرس الثوري الإيراني لمدة شهر ونصف؛ شملت التمويه والخرائط واستعمال الـ( جي بي إس)، وقيادة الزوارق وصيانة مكائن المحركات.
وسبق أن وثّقت تقارير عسكرية الطرق والمسارات التي اتخذها دعم إيران للحوثيين، بدأت بالتهريب عن طريق السواحل الممتدة، ثم عن طريق الموانئ الخاضعة لسيطرة المليشيات، وكذا عن طريق تجار سلاح يعملون لصالحها.
وتدعم طهران الحوثيين بالخبراء العسكريين والمتخصصين في التصنيع الحربي، وهؤلاء الخبراء دخلوا بطرق مختلفة، ولا يزال بعضهم يشرف على العمليات العسكرية للمليشيات.