لا ترفيه في زمن الحوثي.. المليشيات تخنق السكان بـحبل الاكتئاب
ضمن المؤامرة التي أجادها الحوثيون على مدار سنوات الحرب العبثية، تواصل المليشيات العمل على زيادة الضغوط النفسية على السكان وذلك عبر منع أي أنشطة ترفيهية.
ففي هذا السياق، أقدمت المليشيات الحوثية على اختطاف 30 طالبا في مديرية سنحان جنوبي صنعاء بتهمة القيام برحلة ترفيهية.
واختطفت الأطقم الحوثية، الطلاب من منطقة بيت الأحمر في مديرية سنحان أثناء تنظيمهم رحلة ترفيهية إلى إحدى المناطق الزراعية الخضراء في المديرية.
واقتادت المليشيات، الطلاب إلى قسم وادي الفروات وأودعتهم في السجن، ورفضت تدخلات الأهالي للإفراج عن أبنائهم.
بالإضافة إلى ذلك، فتحت المليشيات تحقيقًا مع الطلاب بتهمة القيام بنشاط غير مرخص، كما طالبتهم بالكشف عن مصدر تمويل الرحلة، رغم تأكيدات الجميع أنهم جمعوا مساهمات من الطلاب المشاركين في الرحلة.
هذا التعنُّت الحوثي يعبِّر عن خبث نوايا المليشيات وعملها على صناعة الكثير من الأعباء على السكان، عبر إشهار سلاح الحرب النفسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويمكن القول إنّ الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014 خلّفت آثارًا نفسية شديدة البشاعة في ظل الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيات.
يبرهن على ذلك - مثالًا لا حصرًا - حوادث الانتحار التي تتم في مناطق سيطرة الحوثيين لا سيّما السجون، وذلك على إثر الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات أو الأعباء الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب.
وتفسيرًا لهذا الوضع، يؤكّد مراقبون أنّ مليشيا الحوثي فرضت واقعًا أفرز العديد من المشاكل التي مزقت النسيج الاجتماعي، وولدت مشاكل داخل كل بيت.
هذه السياسة الحوثية الغاشمة نتج عنها ارتفاع في معدلات الطلاق والتشرد للأطفال، فضلا عن إجبار أرباب الأسر والأطفال على المشاركة في القتال، حسبما يوثّق مراقبون في هذا الصدد.
وبيّنت إحصاءات سابقة أنّ أكثر من نصف الأطفال يشعرون بالاكتئاب، و11٪ يشعرون بالحزن باستمرار و19٪ قلقون دائمًا، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، حيث أنتجت الحرب آثارًا مدمرة على الصحة العقلية لجيل كامل من الأطفال.