اتفاق الرياض والتأكيد السعودي.. هل يتوقّف عبث الشرعية؟
تأكيد جديد من المملكة العربية السعودية حول أهمية اتفاق الرياض يفرض مزيدًا من التساؤلات عن مدى إمكانية أن تتوقّف حكومة الشرعية عن خروقاتها لهذا المسار الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
ففي هذا الإطار، قال نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إنَّ المملكة العربية السعودية تتطلع إلى سلام دائم وشامل في اليمن من خلال تنفيذ اتفاق الرياض.
وشدّد في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، على ضرورة "تكامل الجهود مع المبعوث الأممي لإنجاح مقترحه (الإعلان المشترك) لإنهاء الأزمة وعودة اليمن إلى محيطه الخليجي والعربي".
التأكيد السعودي حول أهمية مسار اتفاق الرياض يأتي في وقتٍ لا تتوقّف فيه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، عن ممارسة العديد من الخروقات بغية إفشال هذا المسار.
ومنذ توقيع الاتفاق في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، لم تتوقّف "الأخيرة" عن محاولة نسف الاتفاق، من أجل الحفاظ على النفوذ الإخواني الذي يستأصله هذا الاتفاق.
وعلى الرغم من تأكيدات مختلف الأطراف الإقليمية والدولية حول أهمية الاتفاق فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، إلا أنّ الشرعية تمادت في عبثها من أجل إفشال هذا المسار.
المرحلة المقبلة تستدعي ممارسة كثيرٍ من الضغوط على حكومة الشرعية من أجل إلزامها باحترام اتفاق الرياض والالتزام بما تضمّنه من بنود شديدة الأهمية.
في المقابل، وفيما تتعدّد خروقات الشرعية لبنود اتفاق الرياض، فإنّ القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، تواصل التزامها الكامل بهذا المسار، عملًا على إنجاحه وذلك نظرًا لأهميته الاستراتيجية الكبيرة.
ومارَس الجنوب أقصى درجات ضبط النفس إزاء الخروقات الإخوانية المتواصلة، على النحو الذي برهن من خلاله على التزامه الكامل بالاتفاق، غير أنّه وضع خطوطًا حمراء من غير المسموح تجاوزها على الإطلاق، من منطلق حق جنوبي أصيل في الدفاع عن النفس.