الشرعية والحوثي وصفقات الخبثاء
رأي المشهد العربي
فتحت واقعة الإفراج عن ذوي جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر من قبضة الحوثيين بابًا للحديث عن علاقات شديدة الخبث تجمع بين الشرعية والمليشيات.
السنوات الماضية شهدت العديد من الصفقات "المشبوهة" بين الحوثيين وحكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، تنوّعت بين تبادل الأسرى أو حتى تبادل المصالح التجارية بين الجانبين، وما يبرهن على ذلك أنّ استثمارات قادة الشرعية - وفي مقدمتهم الإرهابي الأحمر - في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تسير بمأمن ولم يطالها أي استهداف على الإطلاق.
صفقات الشرعية مع الحوثيين تفضح حجم التقارب بين هذين المعسكرين، في علاقات شهدت الكثير من تسليم المواقع وتجميد الجبهات مع المليشيات الموالية لإيران، ضمن مؤامرة قطرية تركية إيرانية، وُظِّفت فيها الشرعية لمعاداة التحالف العربي.
عداء الشرعية للتحالف العربي أصبح مفضوحًا ليل نهار، ولم تعد الشرعية تتخفّى في إعلان هذا العداء، لكنّها تجاهر بهذا العداء عبر مختلف الأصعدة، سواء إعلاميًّا أو دبلوماسيًّا، وتناست الشرعية الدعم الكبير الذي حصلت عليه من التحالف العربي على مدار السنوات الماضية.
أمام هذا الوضع المعقّد، فقد بات من الضروري العمل على استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، والتخلّص من القيادات الإخوانية التي أثقلت كاهل الشرعية بالكثير من جرائم الفساد والإرهاب.
ويمكن القضاء على النفوذ الإخواني بشكل كامل من خلال إلزام معسكر الشرعية بتنفيذ اتفاق الرياض الموقع مع المجلس الانتقالي الجنوبي في الخامس من نوفمبر الماضي، وعلى الرغم من الالتزام الجنوبي الكامل بمسار الاتفاق إلا أنّ الشرعية مارست الكثير من الخروقات عملًا على إفشال الاتفاق.