برامج الإغاثة الأممية في اليمن.. تهديدات تنذر بتفاقم المأساة
يبدو أنّ المعاناة الإنسانية في اليمن على موعد مع التصاعد خلال المرحلة المقبلة، مع الكشف عن إمكانية تعرّض برامج إغاثية أممية للتوقّف.
المعلومة أعلنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي جدَّد - اليوم الأربعاء - التحذير من تعرض 30 برنامجًا رئيسيًا للأمم المتحدة للإغلاق.
وأوضح المكتب، أنّ 15 من 41 برنامجًا رئيسيًا للأمم المتحدة جرى تخفيضها أو إغلاقها.
هذا التحذير يأتي في وقتٍ يُسجِّل فيه اليمن أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، وقد أدّت الجرائم الحوثية فيما يتعلق بنهب المساعدات وتعطيل عمل المنظمات الإغاثية إلى تصاعد هذه المأساة على صعيد واسع.
ودأبت المليشيات على نهب المساعدات الإغاثية وعرقلة عمل المنظمات العاملة في هذا المجال، ما أدّى تقليص أنشطة هذه المنظمات.
وفي الأيام القليلة الماضية، انسحب عددٌ من المنظمات الأممية مؤخرًا من تقديم الدعم للقطاع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
ومؤخرًا أيضًا، تلقّت منظمات إغاثية معلومات وتقارير ميدانية حديثة عن حجم العبث والنهب والتلاعب الذي يمارسه الحوثيون بالمساعدات والمعونات الطبية المقدمة في محافظة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المليشيات.
كما اتهمت منظمات أممية، مليشيا الحوثي الإرهابية، بابتزازها وسرقة مساعداتها أو تسريبها إلى عناصر المليشيات بالجبهات، وقد أجبرت المليشيات الحوثية، أيضًا المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة لدفع مبالغ مالية لقيادات المليشيات لتسهيل مهام أنشطتها.
وسبق أن وجّهت المليشيات الحوثية خطابًا رسميًّا إلى المنظمات الدولية، تطالبها بتشغيل عناصرها كموظفين في قطاعات منها الصحة والمياه، بالإضافة إلى الجوانب الإدارية والمالية.
بالإضافة إلى ذلك، اضطرت العديد من المنظمات الأممية العاملة إلى توزيع جزء من المساعدات لقيادات حوثية كي تتمكن من توزيع مساعداتها والحصول على نسبتها، وتقوم أي منظمة عاملة في اليمن تقوم بإخراج المخصص المالي للحوثيين من أي عمل إنساني وتقوم بتوزيعها على المدراء التنفيذيين المسؤولين عليها.
كل هذه الجرائم الحوثية يمكن القول إنّ قلّت من فرص نجاح المنظمات الإنسانية في التصدي للحالة الإنسانية القاتمة التي نجمت عن الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وبات لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا على المليشيات الحوثية من أجل إجبارها التوقّف عن العراقيل التي تزرعها أمام عمل المنظمات الإنسانية من أجل التصدي للأزمة المعيشية الصعبة التي نجمت في الأساس عن حرب المليشيات.