بطون لا تجد قوتها.. مأساة اليمن التي أوجعت العالم

الجمعة 25 سبتمبر 2020 14:55:42
بطون لا تجد قوتها.. مأساة اليمن التي أوجعت العالم

يبدو أنّ الجوع سيظل عنوانًا للكثير من التحذيرات التي تطلقها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، بعدما بلغت الأزمة الإنسانية وضعًا شديد المأساوية وصولًا إلى حدٍ لم يعد يُطاق على الإطلاق.

الاتحاد الأوروبي انضم إلى قائمة طويلة من الجهات الدولية التي حذّرت من تفشي موجة أضخم من الجوع، حتى أصبح هذا الجوع بمثابة غول يلتهم حياة السكان على صعيد واسع.

ففي هذا السياق، عبَّر الاتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى ضمان التوصل لمستويات تمويل ملائمة للمساعدات الإغاثية في اليمن.

وفي انتقاد ضمني لمليشيا الحوثي، نبه إلى أن تداعيات القيود على وصول المساعدات الإنسانية والعراقيل أمام الجهود الإغاثية وتردي الأزمة الاقتصادية، تُعرض جميعها الملايين لخطر المجاعة.

وشدد "الأوروبي"، على ضرورة ضمان معالجة أسباب الأزمة وتسهيل الوصول الإنساني إلى المتضررين.

يُضاف هذا التحذير إلى سلسلة طويلة من التنبيهات التي أطلقتها العديد من الجهات والأطراف الدولية، بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

فقبل أيام، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من خطورة المجاعة، وغياب الأمن الغذائي على أربع دول بينها اليمن، وقال إنّ الوضع الغذائي الحالي في اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرقي نيجيريا ودولة جنوب السودان، يعرض أرواح ملايين السكان للخطر.

شكما طالب المكتب المحلي لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، بتمويل فوري، لتفادي مجاعة حتمية، وحذر من معاناة 20 مليون مدني من انعدام الأمن الغذائي، وتفشي جائحة فيروس كورونا التاجي.

ما يفاقم من مأساة الجوع في اليمن على صعيد واسع، هو إقدام المليشيات الحوثية على ارتكاب جرائم عديدة فيما يتعلق بنهب المساعدات الإغاثية وعرقلة توزيعها على مستحقيها.

ودأبت المليشيات الحوثية على نهب كميات ضخمة من المساعدات، كما أعاقت طرق توزيعها على من يستحقونها، ومارست ابتزازًا خبيثًا ضد العاملين في هذا المجال.

وإذا كان المجتمع الدولي مطالبًا بتكثيف جهود العمل الإغاثي على صعيد واسع في هذه الآونة، فهو مطالبٌ في الوقت نفسه أن يُقدِم على اتخاذ إجراءات تردع جرائم المليشيات فيما يخص نهب المساعدات الإنسانية.

ولا يجب كذلك أن يفلت القادة الحوثيون الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم، بسبب تسبّبهم بشكل واضح وصريح في تضخيم الأزمة الإنسانية وزيادة الأعباء على المدنيين.