الضغوط الدولية هل ترغم الحوثي على الالتزام بتبادل الأسرى؟
تواجه المليشيات الحوثية ضغوطاً دولية متصاعدة منذ أن لوحت الولايات المتحدة الأمريكية بورقة العقوبات على إيران والأذرع الإرهابية التي تمولها، ولعل ذلك ما جعلها أكثر انفتاحا على مباحثات سويسرا التي أفضت لاتفاق تبادل الأسرى، غير أن هناك شكوكا عديدة حول مدى التزام المليشيات بالاتفاق بعد أن نقضت اتفاقين سابقين.
برأي العديد من السياسيين فإن الظروف الراهنة التي تمر بها المليشيات الحوثية تختلف عن سابقتها، لأنها تواجه شحا في التمويل الإيراني، مع تحركات أمريكية صعدت من لهجتها أخيرا ضدها، في الوقت الذي لوحت فيه دوائر أمريكية عديدة بإمكانية وضع المليشيات على لائحة المنظمات الإرهابية، وبالتالي فإنها وجدت نفسها مرغمة على أن تقدم تنازلات ولو من الناحية الإنسانية بعيدا عن التنازلات السياسية.
يذهب البعض للتأكيد على أن التصريحات التي خرجت من الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر بشأن التأكيد على تنفيذ الاتفاق تبرهن على أن هناك رغبة دولية حقيقية في إحداث أي تقدم يحرك جمود الأزمة، ويخفف الضغوطات على المليشيات ومحاولة كسب مزيد من الوقت لحين موعد إجراء الانتخابات الأمريكية حيث تعول إيران على هزيمة ترامب وفوز المرشح الديمقراطي جون بادين بما يشكل عودة لفترة التهدئة بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس السابق أوباما.
ولعل ما يبرهن على أن هناك تنازلات حوثية تظهر في الأفق أن الميليشيات أبدت موافقة جديدة على وصول فريق أممي إلى خزان صافر العائم، بعد ضغوط دولية مكثفة على المليشيا خلال الفترة الماضية.
قالت مصادر مطلعة لـ "المشهد العربي"، إن المليشيا وافقت على دخول فريق أممي لصيانة خزان صافر العائم قبالة ميناء رأس عيسى، بشرط أن يرافقه فريق محلي من جانب الحوثيين.
وتوقعت المصادر أن يتم وصول الفريق الأممي خلال أسبوع ما لم تفتعل المليشيا عراقيل جديدة، على غرار العراقيل السابقة بعد أن كانت قد أعلنت موافقتها على دخول الفريق الأممي في أوقات سابقة ومنحتهم تأشيرات الدخول.
ورفضت مليشيا الحوثي، في وقت سابق، عرضا جديدا من الأمم المتحدة بإرسال سفينة لتفريغ حمولة خزان صافر، الذي يحتوي على مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، ويهدد بكارثة بيئية غير مسبوقة في البحر الأحمر.
نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأحد، صورة ضوئية للتوقيعات الخمسة على الخطة التنفيذية لاتفاق تبادل الأسرى الموقع بين حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي.
وأعلن المبعوث الأممي، توصل الطرفان إلى اتفاق لتبادل ألف و81 أسيرا وإعادتهم إلى عائلاتهم، بعد مباحثات في جنيف بسويسرا، وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن استعدادها لأداء دورها في تسهيل عملية إطلاق سراحهم.
وصف المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى فابريزيو كاربوني، اتفاق تبادل الأسرى بين الشرعية ومليشيا الحوثي بأنه يشكّل خطوة إيجابية لمئات المعتقلين وعائلاتهم ولمّ الشمل.
ودعا في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، طرفي الاتفاق إلى إقرار خطة تنفيذ ملموسة، لنقل الاتفاق من مرحلة التوقيع على الورق إلى الحقيقة على أرض الواقع.
كما وجه المبعوث الأممي مارتن غريفيث، اليوم الأحد، الدعوة إلى حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، بعدم إدخار أي جهد من أجل الاتفاق بسرعة على إطلاق سراح المزيد من المُحتجزين.
وشدد على أن الاتفاق الجديد بإطلاق سراح أكثر من ألف أسير من الطرفين، أمر مهم لأكثر من ألف عائلة تتطلع إلى استقبال أحبائها في القريب العاجل.
وأبدى غريفيث ثقته في الطرفين بالوفاء بالتزاماتهم، التي تعهدوا بها في ستوكهولم، من أجل وضع حد لمعاناة العديد من العائلات، وأعرب عن امتنانه للحكومة السويسرية؛ لاستضافة الاجتماع الأخير في بيئة آمنة، وخالية من المخاطر.