هل تلتهم نيران الحوثي اتفاق تبادل الأسرى؟
تسعى مليشيا الحوثي الإرهابية لوأد الحالة الإيجابية التي فرضها التأييد الدولي لاتفاق تبادل الأسرى بينها وبين حكومة الشرعية وذلك من خلال تصعيد أعمالها العسكرية بحق المدنيين في محافظة الحديدة التي تشهد منذ التوقيع على الاتفاق، في محاولة للتأكيد على أنها ستمضي في جرائمها بحق الأبرياء وأن الاتفاق لا يمكن البناء عليه للوصول إلى حل سياسي مستقبلا.
يرى مراقبون أن نيران الحوثي التي تُشعل محافظة الحديدة قد تلتهم اتفاق تبادل الأسرى والذي تحاول المليشيات إفراغه من مضمونه ليكون بمثابة ورقة توظفها أمام المجتمع الدولي لتأكيد حسن نواياها باتجاه السلام، غير أن أفعالها على أرض الواقع تسير في الاتجاه المعاكس تماما، لأنها إذا كانت أفرجت عن مئات المعتقلين فإنها سوف تقتل مثلهم في غضون أيام قليلة إذا ما استمرت حالة التصعيد الحالية.
وانتهكت مليشيا الحوثي اليوم الاثنين، الهدنة الأممية بأكثر من 70 قصفا، في أنحاء مختلفة بمحافظة الحديدة، ورصدت القوات المشتركة، الخروقات الحوثية في مناطق حيس والجبلية والتحيتا والطور وحي منظر ومدينة الحديدة، وشملت الخروقات أعمالا عدائية تجاه المدنيين، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
كما خرقت مليشيا الحوثي الإرهابية، أمس الأحد والذي شهد التوقيع على اتفاق تبادل الأسرى، الهدنة الأممية، عبر 40 انتهاكا وهجوما على المناطق السكنية في محافظة الحديدة، بحسب ما أكدت وحدة الرصد في القوات المشتركة والتي أوضحت أن تلك الخروقات جرت في مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة.
يذهب البعض للتأكيد على أن المليشيات لا تريد أن تظهر في صورة المضطر لإبرام الاتفاق في أعقاب الضغوطات الأمريكية على طهران، تحديدا أمام أنصارها في المحافظات القابعة تحت سيطرتها، وتسعى للتأكيد على أنها مازالت تحتفظ بالقوة ذاتها حتى في أعقاب ضربات التحالف العربي المركزة على منظومتها الدفاعية ومخازن الأسلحة التابعة لها في صنعاء.
وتوجه المليشيات الحوثية رسالة أخرى إلى المجتمع الدولي مفادها أنها لا تقتنع سوى بالحلول العسكرية ولن تذهب إلى أي حلول سياسية طالما أنه بإمكانها إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة بما يجعلها تستفيد من الأموال التي تصل إليها من أطراف إقليمية معادية.
شنت مدفعية مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، قصفا مكثفا على قُرى ومزارع المواطنين في منطقة الجروبة بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، هاجمت المليشيا، طبقا لمصادر محلية في التحيتا، القُرى بقذائف الهاون الثقيل من مناطق سيطرتها.
كما قصفت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، قرى سكنية في مديرية حيس، الواقعة في محافظة الحديدة، بقذائف الهاون، وأصيب زوجان بجروح متفرقة، وتضرر منزلهما، إثر قصف مدفعية المليشيات الحوثية.
وبحسب المصادر، أطلقت المليشيا المدعومة من إيران، قذائف مدفعية الهاون الثقيل صوب منازل المواطنين في منطقة ربع الحضرمي، وكشفت المصادر عن هوية المصابين، مشيرا إلى أنهما يدعيان (يحيى فتيني) وزوجته (حميدة أحمد سالم)، مؤكدة أنهما نُقلا إلى مستشفى حيس الميداني لتلقي العلاجات الأولية، بعد إصابتهما بشظايا قذائف المليشيا داخل منزلهما.
وردت القوات المشتركة على تلك الهجمات عبر ضربات مركزة وجهتها إلى تمركزات مليشيا الحوثي، بعد استهدافها أحياء سكنية في مدينة حيس، وقامت وحدات من القوات المشتركة، بحسب مصادر ميدانية، بقصف الضواحي الشمالية والغربية لمدينة حيس، وأوقعت خسائر مباشرة في صفوف مليشيا الحوثي، طالت مخابئ جيوب المليشيات شمال وغرب مركز المديرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي ثمن فيه السفير الأمريكي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، جهود الأمم المتحدة التي أدت إلى اتفاق تبادل الأسرى من طرفي النزاع في اليمن، وقال في بيان، اليوم الاثنين، "إننا نكرر النداء للطرفين لتنفيذ الاتفاق على الفور"، مؤكدًا أن التزام الطرفين بمثابة خطوة ملموسة نحو السلام.
كما رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق تبادل الأسرى بين الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، الموقع في جنيف تحت رعاية أممية، ودعا في بيان، اليوم الاثنين، طرفي الاتفاق إلى تنفيذه بشكل كامل، مؤكدا أنه يمهد لتنفيذ اتفاق ستوكهولم.