أُمية الطلاب.. هدف المليشيات الحوثية في صنعاء
في الوقت الذي يبذل فيه الكثير من بلدان العالم جهودا مكثفة لمحو أمية الصغار تحديدا في مراحل التعليم الأولى تعمل المليشيات الحوثية على تحقيق هدف أساسي بالنسبة لها يرتبط بتوسيع أمية الطلاب بما يسمح لها بالسيطرة على عقول الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال، ولعل ذلك ما يظهر من خلال محاولات المليشيات الحثيثة لإغلاق عدد كبير من المدارس في صنعاء.
يرى مراقبون أن جميع المؤسسات التعليمية تعد بمثابة عدو للمليشيات الحوثية التي تحاول أن تصبغ المواطنين بصبغة طائفية وأن ذلك لا يمكن أن يحدث مع وجود هيئات تعليمية تقوم بتوعية الصغار، وبالتالي فإن العناصر المدعومة من إيران لجأت أولا للهيمنة على المناهج التي يدرسها الطلاب، قبل أن تتفرغ لغلق المدارس وتضييق الخناق على عملها.
وعمدت مليشيا الحوثي الإرهابية على تحويل عدد كبير من المدارس إلى ثكنات عسكرية وحولتها إلى أماكن لتعليم فنون القتال للأطفال بدلا من تدريس المناهج التربوية إليهم، كما أن خطوات المليشيات لا تواجه معارضة قوية من أبناء صنعاء الذين يجدون أنفسهم تحت تهديد السلاح بشكل مستمر.
وتمارس المليشيات الحوثية إرهابا فكريا وأمنيا بحق أولياء الأمور الذين يرفضون انضمام أبنائهم إلى صفوفها، وفي كثير من الأحيان تقدم على اختطاف الأطفال عنوة من دون موافقة أهاليهم لمعالجة النقص الذي تواجهه على جبهات القتال، في أعقاب تأثرها سلبا بتقلص الدعم الإيراني الوارد إليها.
هددت مليشيا الحوثي بإغلاق 45 مدرسة أهلية في مدينة صنعاء وسط تزايد عمليات التضييق والابتزاز ضد المنشآت التعليمية الخاصة، وقال مصدر تربوي مطلع لـ "المشهد العربي"، إن وزارة التربية في حكومة المليشيا غير المعترف بها، وجهت مذكرات إلى 45 مدرسة أهلية تنذرها بالإغلاق.
وأضاف المصدر أن المذكرات بررت التهديد بالإغلاق لمخالفات وفق لائحة جديدة وضعتها المليشيا الحوثية لابتزاز المدارس الخاصة، موضحا أن المليشيا تفتح بابا جديدا لابتزاز المستثمرين في التعليم الأهلي، وأن البعض بدأ بدفع إتاوات مالية كبيرة تفاديا لعملية الإغلاق.
وأشار إلى أن تلك الإجراءات جاءت قبيل السماح للمدارس ببدء عملية التسجيل للعام الدراسي الذي مازال متوقفا في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية.
وفرضت مليشيا الحوثي جباية تسجيل باهظة في عدة مدارس حكومية وذلك ضمن حملة حوثية تحت مسمى "المساهمة المجتمعية"، تستهدف إلغاء مجانية التعليم في مناطق سيطرتها، وشرعت أيضا بتحويل مدرسة بلقيس للبنات إلى مدرسة للذكور في تمييز وحرمان يضاعف من معاناة قيود تعليم الفتيات.
وبلغت رسوم التسجيل التي أقرتها مليشيا الحوثي في مدرسة بلقيس لكل طالب من 100 دولار أمريكي إلى 160 دولارا أمريكيا للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بينما لم تكن الرسوم الحكومية المقرة سابقا تتجاوز 3 دولارات.
وعلى مدار الست سنوات الماضية دمرت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أكثر من 2500 مدرسة تعليمية، وفق تقارير رسمية ودولية.
وخلال الأيام الماضية شنت مليشيا الحوثي الإرهابية ضرباتها على عدد من المدارس، واستهدف القصف الحوثي، السبت الماضي، إحدى المدارس شرق مدينة تعز، ما تسبب في إصابة أربعة مدنيين، جرى إسعافهم إلى أحد المستشفيات.
وقبل أيام، وعلى وجه مشابه، نسفت المليشيات الحوثية مبنى مدرسة تعليمية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، وقد كشفت مصادر محلية أنّ المليشيات فجّرت مدرسة الكفاح الأساسية، غرب منطقة بيت مغاري.