الضغوط الأوروبية.. هل تسهِّل مسيرة جريفيث بين أشواك الحرب الحوثية؟

الأربعاء 30 سبتمبر 2020 20:49:00
الضغوط الأوروبية.. هل تسهِّل مسيرة جريفيث بين أشواك الحرب الحوثية؟

جهودٌ جديدة يبذلها المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي يخوض رحلة شاقة للغاية من أجل التوصّل إلى حل سياسي ينزع اليمن من مأساته التي تخطّت كل الحدود.

ففي تطورات جديدة لجهود جريفيث، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، عن استناد المبعوث الأممي على الضغوط الدولية خاصةً الأوروبية، من أجل تنفيذ خطته في اليمن.

الصحيفة قالت إنَّ هناك دعوتين من الاتحاد الأوروبي والنرويج مؤخرًا حول نفس الهدف، وهو دفع الأطراف اليمنية إلى الموافقة على خطط غريفيث للسلام.

الضغوط الأوروبية وفق الصحيفة، هي ورقة مهمة، حتى تقبل الأطراف اليمنية، بمسودة الإعلان المشترك التي قدمها المبعوث؛ لإنهاء النزاع.

وتركز خطة جريفيث للحل الشامل التي يناقشها حاليًا مع الأطراف، على التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، والاتفاق على تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف عملية السلام.

وتضمَّنت المبادرة الأممية، في الجانب العسكري، تكرارًا لنموذج اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي، بتشكيل لجنة تنسيق عسكري برئاسة الأمم المتحدة، ومشاركة ممثلين عسكريين من طرفي الاتفاق لتتولى مراقبة وقف إطلاق النار.


رحلة جريفيث من أجل إحداث حلحلة سياسية من المؤكّد أنّها شاقة للغاية، وهذا راجع بسبب رئيسي ومباشر إلى أنّ المليشيات الحوثية دأبت على مدار السنوات الماضية على زرع العراقيل في طريق الحل السياسي، بغية إطالة أمد الحرب إلى أقصى أمد ممكن، باعتبار أنّ هذا الأمر من مصلحتها.

في الوقت نفسه، رفضت حكومة الشرعية في وقت سابق، مسودة الحل الشامل التي اقترحها المبعوث الأممي، وبررت هذا الرفض بدعوى انتقاصها من سيادتها.

هذا الوضع المعقد، يشير إلى أنّ رحلة جريفيث نحو التوصّل إلى حل سياسي توجُّه شاق ومزروع بالأشواك، وذلك بالنظر إلى التعقيدات الراهنة على المشهد، وصعوبة إلزام الأطراف بالسير في طريق السلام والتوافق.

وعلى ما يبدو، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط على مختلف الأطراف عملًا على تقديم تنازلات وصولًا إلى حل توافقي يمنح الحرب استراحةً طال انتظارها في ظل الأزمة الإنسانية المروّعة الناجمة عن الحرب.