محاولة اغتيال في المخا.. هل بدأ المخطط التركي للسيطرة على الميناء؟
قبل شهرين تقريبا أثار تسريب نشرته وسائل التواصل الاجتماعي للإرهابي عبده فرحان (سالم)، وأشار فيه إلى تلقيه دعما عسكريا من تركيا تحت غطاء إيراني بهدف الوصول إلى باب المندب والسيطرة على ميناء المخا، جدلا واسعا غير أن مليشيات الإخوان غطت عليه بارتكاب جملة من الجرائم بحق المدنيين قبل أن يعود الجدل مجددا اليوم بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها مدير عام مديرية المخا.
يتفق العديد من المراقبين على أن المخا وميناءها الإستراتيجي فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوضاع مليشيات الإخوان لأن نجاحها في مهمتها يعني أنها سوف تحصل على مزيد من الدعم الإقليمي باعتبار أن المنطقة تشكل أهمية إستراتيجية قصوى لكل من أنقرة وطهران، وبالتالي فإنه يبدو واضحًا أنها ماضية في أن تخوض حربًا جديدة بالوكالة لعلها تعوض ما خسرته على يد القوات المسلحة الجنوبية في الجنوب، وكذلك على يد مليشيا الحوثي في جبهات الشمال.
تأتي محاولة الاغتيال في وقت تبحث فيه مليشيات الإخوان عن استمرار الدعم الدولي الذي تتلقاه من قطر وتركيا وبالتالي فإنها تحرك أذرعها في مناطق عديدة بحثا عن الفوضى التي ترغب فيها قوى إقليمية معادية، ولعل ذلك ما يفسر تعنتها في تنفيذ بنود اتفاق الرياض وكذلك استمرار جرائمها الإرهابية بحق الجنوب.
يشير متابعون إلى أن المقطع المسرب لمرشد تنظيم الإخوان الإرهابي المدعو عبده فرحان "سالم"، مستشار محور تعز، وكذلك محاولة الاغتيال الأخيرة تكشف عن مخطط مشترك لمليشيات الإخوان والحوثيين للوصول إلى باب المندب والسيطرة على ميناء المخا.
يذهب البعض للتأكيد على أن ملامح المشروع التركي في اليمن باتت أكثر وضوحًا مع بروز حالة التمايز للتيار الموالي لقطر داخل حكومة الشرعية الذي يستهدف إفشال اتفاق الرياض والدفع باتجاه مواجهات داخل المعسكر المناوئ لمليشيا الحوثي الإرهابية.
بحسب العديد من المراقبين فإن مليشيات الإخوان ورقة الاغتيالات مجددا في محافظة تعز، وأن الهجوم المسلح الذي شنته على مدير عام مديرية المخا وأسفر عن مقتل أحد مرافقيه، يعيد إلى الأذهان الكثير من حوادث الغدر التي وقعت في المحافظة والتي كان أبرزها مقتل اللواء عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع قبل نهاية العام المنقضي.
تسعى مليشيات الإخوان إلى نشر الفوضى في المحافظة بكافة السبل الممكنة وغير الممكنة لأنها تدرك أن الهدوء في تعز يكشف حجم التنسيق بينها وبين المليشيات الحوثية التي تتواجد على أطراف المحافظة وتشترك مع مليشيات الإخوان في استهداف المواطنين الأبرياء.
نجا مدير عام مديرية المخا بمحافظة تعز، اليوم الأحد، من محاولة اغتيال نفذت بواسطة مجهولين، وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن هجومًا مسلحًا استهدف السيارة التي كان يستقلها مدير عام مديرية المخا عبدالرحيم الفتيح.
ونوهت إلى أن الواقعة تسببت في مصرع مرافق مدير عام المخا، ويدعى عبدالله السلماني، فيما جاءت محاولة الاغتيال، بعد عملية تحريض مارسها إعلام مليشيا الإخوان الإرهابية، ضد الفتيح؛ كونه لا يخضع لسلطات المليشيا.