الحوثي يفسد اتفاق الأسرى بتصعيد عسكري في الحديدة
تعمل مليشيا الحوثي الإرهابية على إفساد اتفاق تبادل الأسرى الذي وقعته مع حكومة الشرعية، الأسبوع الماضي، وذلك عبر تكثيف عملياتها العسكرية في الحديدة التي اشتعلت الأوضاع فيها خلال الأيام الماضية، وهو ما يبرهن على أن العناصر المدعومة من إيران تحاول إضاعة الوقت في قضايا ثانوية لا تلمس جوهر الأزمة القائمة.
يرى مراقبون أن جلوس المليشيات الحوثية على طاولة المفاوضات يستهدف بالأساس الحصول على مكاسب سياسية جديدة، بعد أن تمكنت من السيطرة على مناطق شاسعة في الشمال، وأن رغبتها المستقبلية تتمثل في إيجاد موطئ قدم لها بالجنوب بعد أن فشلت عسكريا في تحقيق أي نتائج إيجابية في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية.
يعد تصعيد الحوثي في الحديدة بمثابة رغبة غير مباشرة في التوجه نحو الجنوب لأنها تستهدف بالأساس إخراج القوات المشتركة من المعادلة لتتفرغ لمعاداة الجنوب، وبالتالي فإنها تستغل حالة الانشغال الدولي في تنفيذ بنود اتفاق تبادل الأسرى وتصعد من عملياتها العسكرية في الحديدة، تحديدا وأنها تضمن ولاء جيش الشرعية الذي تواطأ معها من قبل في جبهات الشمال.
انتهكت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، الهدنة الأممية في محافظة الحديدة، عبر 85 اعتداءً رصدتها القوات المشتركة.
ووثقت وحدة الرصد في القوات المشتركة، 85 انتهاكا حوثيا، خلال هجمات للمليشيا المدعومة من إيران، في مناطق بمديرية حيس ومنطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ومديرية الدريهمي ومدينة الحديدة.
كما اعتدت عناصر مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، اليوم الأحد، على قرى سكنية ومزارع في غرب مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، استهدفت المليشيا الإرهابية، بحسب مصادر محلية، قرية الحايط بقذائف هاون ثقيلة، مؤكدة أن الهجوم كان عشوائيا ومكثفا، بالتزامن مع ذلك هاجمت المليشيات الحوثية، سوق الصمد، في منطقة النخلية، غرب مديرية الدريهمي.
وقبل يومين رصدت القوات المشتركة، 50 خرقًا حوثيا، في مناطق متفرقة من مديرية حيس وبلدة الجبلية، ومديرية الدريهمي ومنطقة كيلو 16 في الحديدة، وشملت الاعتداءات التي رصدتها القوات المشتركة، هجمات بالقصف المدفعي على القرى والأحياء السكنية والمزارع، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
غير أن رد القوات المشتركة على عملية التصعيد كان قويا، حيث أوقعت خلال الأيام الثلاثة الماضية، مئات القتلى في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وقالت مصادر ميدانية، إن قتلى المليشيا وجرحاها خلال هجماتها منذ الجمعة الماضي، وصل إلى 348 شخصا.
وأحبطت القوات المشتركة، خلال اليومين الماضيين، أوسع هجمات شنتها مليشيا الحوثي على الدريهمي من توقيع اتفاق ستوكهولم، وأكدت المصادر أن مديرية الجراحي تلقت، اليوم الأحد، 70 قتيلا وجريحا من مليشيا الحوثي، بعد فشل هجوم واسع للمليشيا على مديرية حيس.
فيما وصفت صحيفة "العرب" اللندنية، اليوم الأحد، المواجهات التي تشهدها مدينة الحديدة بين القوات المشتركة ومليشيا الحوثي مؤخرًا، بأنها الأكثر حدة منذ دخول الهدنة بين الطرفين حيز التنفيذ في ديسمبر 2018.
وأكدت الصحيفة، أن المليشيات الحوثية تسعى لتعزيز تواجدها على الأرض، بعد تمكنها من إحراز تقدم في بعض الجبهات بالجوف ونهم ومأرب، وشددت على أن مليشيا الحوثي وسعت في الأيام القليلة الماضية، عملياتها العسكرية في سعي منها لنسف الهدنة الأممية، مشيرة إلى أن المليشيات الحوثية، نفذت عمليات قصف واستهداف واسعة على مناطق، وتجمعات مدنية مكتظة بالسكان في مدن وقرى جنوب الحديدة.