نكاية سياسية تقود قطر للارتماء في أحضان الحوثي

الاثنين 5 أكتوبر 2020 18:00:44
نكاية سياسية تقود قطر للارتماء في أحضان الحوثي

رأي المشهد العربي

لا يمكن النظر إلى سعي دولة قطر إقامة علاقات دبلوماسية علنية مع مليشيا الحوثي الإرهابية إلا في إطار النكاية السياسية في التحالف العربي الذي كشف دورها المشبوه في عاصفة الحزم، وفضح الكثير من المؤامرات التي حاكتها الدوحة ضد الأمن القومي العربي وجعلها وحيدة خارج إطار الإجماع الخليجي.

تركز التحركات القطرية على كيفية استفزاز التحالف العربي ويظهر ذلك واضحًا من خلال تغطية قناة الجزيرة لما يجري من أحداث، وتبدي الدوحة ارتياحًا شديدًا للهجمات الإرهابية الحوثية على المملكة العربية السعودية وتصل لدرجة إيجاد مبررات لاستهداف المدنيين، غير أن المملكة تواجه تلك الأفعال الصبيانية بتجاهل، لكنها تمكنت في الوقت ذاته من إلحاق خسائر اقتصادية فادحة بفعل المقاطعة العربية للدوحة.

انتقلت قطر من توجيه الدعم الخفي للمليشيات الحوثية إلى التحالف العلني مع المليشيات، وبدأت ذلك بفتح مكاتبها في صنعاء خلال الأشهر الماضية وعودة جمعياتها التي تختبئ تحت وعاء خيري لكنها في الأساس تقدم الدعم والتمويل اللازم للعناصر المدعومة من إيران، ثم انتقلت إلى مرحلة جديدة تقوم فيها على دعم الاعتراف بالمليشيات الحوثية – وهي سلطة غير معترف بها دوليًا- عبر السماح بتمثيل أنفسهم دبلوماسيًا على أراضيها.

خلف الرغبة القطرية في فتح مكتب دبلوماسي للحوثيين في الدوحة، نكاية التحالف العربي الذي يواجه الإرهاب الحوثي، لأن العلاقات بين قطر والمليشيات لم تنقطع منذ سنوات طويلة كما أن الدعم الخفي الذي توجهه للعناصر الإرهابية يجري على قدم وساق ولن يكون بحاجة إلى وجود مكاتب رسمية هنا وهناك لأن عملية تهريب الأسلحة والأموال تستمر كما هي تحديدًا منذ أن انحصر التمويل الإيراني.

نكاية قطر للتحالف العربي لا تظهر فقط من خلال علاقتها بالمليشيات الحوثية لكنها تعمل أيضًا على تخريب الشرعية بعد أن استقطبت عناصر إخوانية عديدة مهيمنة على صنع القرار داخلها من أجل تقويض جهود التحالف العربي في تصويب سلاحها، لتحاول بكافة السبل الممكنة وغير الممكنة أن تُفشل اتفاق الرياض الذي قطعت فيه المملكة العربية السعودية شوطًا كبيرًا لتنفيذ بنوده على الأرض.

الانجراف القطري باتجاه المليشيات الحوثية وكذلك العناصر الإخوانية داخل الشرعية يبرهن على أن الدوحة تحاول تحقيق هدف رئيسي وهو عرقلة أي جهود عسكرية أو سياسية تساهم في حل الأزمة الراهنة، ولو كان ذلك على حساب صورتها التي تلطخت بدماء الأبرياء أمام المجتمع الدولي، تحديدًا مع توالي التقارير الغربية التي أشارت إلى أن الدوحة دأبت على تمويل مليشيات الحوثي خلال السنوات القليلة الماضية بشكل مباشر بهدف مهاجمة السعودية.