دائرة المراوغات تضيق حول الشرعية
رأي المشهد العربي
مع كل تقدم يحدث في مباحثات تنفيذ اتفاق الرياض تلجأ الشرعية إلى التصعيد بأشكال مختلفة لإعادة العجلة إلى الوراء لكنها في جميع المرات الماضية لم تستطع أن تغير من الواقع السياسي أو العسكري على الأرض بل أنها خسرت مناطق كانت تسيطر عليها في الشمال ولم تستطع التقدم جنوبًا بفعل بسالة القوات المسلحة الجنوبية.
حينما أدرك تيار الإخوان المهيمن على الشرعية بأن حكومة الكفاءات في طريقها للظهور إلى النور وأن هناك تطورًا على مستوى التوافق حول إعادة التموضع العسكري، ذهبت مليشياته باتجاه التصعيد العسكري في محافظة أبين مستخدمة هذه المرة طائرة مسيرة رصدتها القوات المسلحة الجنوبية، مساء الأحد، حينما أقدمت على إطلاق مقذوفات على مواقع القوات الجنوبية في القطاع الساحلي.
التصعيد العسكري في أبين جاء بالتزامن معه تصعيد إعلامي ضد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولي اهتمامًا مكثفًا نحو تنفيذ اتفاق الرياض، تضمن توجيه اتهامات وأكاذيب للدولة الفاعلة في التحالف العربي، وبدت تلك الهجمات معتادة وتقليدية كلما وجد إعلام الإخوان نفسه في موقف ضعف، وتكررت هذه الحملات مع بدء مفاوضات اتفاق الرياض قبل عام تقريبًا حينما حاولت الشرعية الوقيعة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية.
لم يحقق إرهاب الشرعية في أبين وكذلك الحملة الإعلامية الفاسدة ضد دولة الإمارات أي نتائج ملموسة على الأرض بل إن جهود المملكة لتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض تمضي على قدم وساق، مع وجود مؤشرات إيجابية على إمكانية الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال الشهر الجاري، والتي سيفرز عنها قصقصة أجنحة جماعة الإخوان داخل الشرعية وتصويب سلاحها.
تضيق دائرة المراوغات حول الشرعية بعد أن استنفدت جميع ألاعيبها في مواجهة التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، بدءً من عمليات الحشد باتجاه شبوة وأبين ومرورًا بتدشين معسكرات تدريب الإرهابيين في تعز وشبوة ومأرب، إلى جانب تحالفها مع المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية بحثًا عن تحقيق أي انتصار عسكري يبعثر أوراق الاتفاق، وكذلك استخدامها ورقة النازحين لمحاولة تغيير ديموغرافيا الجنوب، ونهايةً باستخدام الطائرات المسيرة في أبين.
لن يكون أمام الشرعية أدوات فاعلة من الممكن أن تعتمد عليها لعرقلة اتفاق الرياض، وهو ما يعطي دفعة نحو إمكانية تنفيذ بنوده خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيعد إنجازًا للمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي أيضًا، اللذان تحملا جميع بذاءات وجرائم الشرعية طيلة الأشهر الماضية.