نيران الحوثي تحرق الحديدة.. ثأر للقتلى وتعقيدٌ للأزمة
على الرغم من تكبُّدها الكثير من الضخمة على الصعيد العسكري، إلا أنّ المليشيات الحوثية تصر على التصعيد العسكري، عملًا على إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة من جانب، بالإضافة إلى الثأر لقتلاها الكثيرين الذين تساقطوا في الجبهات.
فعلى مدار يومين، شنّت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، 105 انتهاكات في مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة، انتقامًا لخسائرها الفادحة التي تكبَّدتها هناك.
القوات المشتركة رصدت انتهاكات المليشيات الحوثية في مديرية حيس وبلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ومركز مدينة التحيتا وعدد من القرى السكنية في مديرية الدريهمي ومنطقة كيلو 16 ومدينة الصالح، ومنطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه.
واستهدت هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية القرى والأحياء السكنية ومزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبالقذائف المدفعية الثقيلة.
الغارات الحوثية تبرهن على خبث نوايا المليشيات وعمل هذا الفصيل الإرهابي على استمرار الوضع العبثي بتعقيداته الراهنة من أجل إطالة أمد الحرب إلى أقصى فترة ممكنة، وهذا راجعٌ إلى قناعة المليشيات بأنّ بقاءها في الأساس مرتبطٌ باستمرار الحرب.
المليشيات الحوثية تستكمل عرضها العبثي للمشهد بعدما ارتكبت أكثر من 15 ألف انتهاك لبنود اتفاق السويد، الذي وُقِّع في ديسمبر 2018 ونُظر إليه بأنّه الخطوة الأولى في مسار تحقيق السلام والاستقرار، لكنّ المليشيات أفشلته بشكل كامل.
استمرار هذا الوضع بشكله الراهن يعني أنّ السكان على موعدٍ مع تفاقم أكبر للمأساة الراهنة، في ظل عمل المليشيات على إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مساعٍ تستهدف التوصّل إلى حل سياسي، أو حتى إحداث حلحلة أو اختراق في جدار الأزمة الصلب.
وبات على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فاعل على الأرض من أجل اتخاذ تحركات عاجلة ترمي إلى إحداث حلحلة سياسية تمنح الحرب استراحةً طال انتظارها كثيرًا لانتشال السكان من الواقع المعيشي الفظيع الراهن.