أمراضٌ في حضرة المليشيات.. نيران حوثية تفتك بأجساد منهكة
نيرانٌ جديدةٌ أطلقتها مليشيا الحوثي على الأزمة الصحية التي تُصنّف في الأساس بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، بعدما غرس هذا الفصيل بذور بيئة صحية شديدة التردي.
وانضم مرضى السرطان إلى قائمة طويلة من المرضى الذين يعانون من أضرار قاتمة نجمت بشكل مباشر عن العدوان الخبيث الذي مارسته المليشيات الحوثية ضد القطاع الصحي.
وفي هذا الإطار، تحدّثت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، عن الاستهداف المتكرر للمليشيات الحوثية للقطاع الصحي في مناطق سيطرتها.
الاستهداف الحوثي بات يهدد حياة مرضى السرطان، الذين ارتفعت أعدادهم لتصل إلى 60 ألف حالة، بينهم 18 ألف في محافظتي إب وتعز.
مصادر محلية كشفت أنّ معاناة آلاف المرضى من الأطفال والنساء تفاقمت؛ بسبب تدهور القطاع الصحي، وأشارت إلى مرضى السرطان في صنعاء وريفها ومحافظات إب وتعز وعمران وذمار وحجة وريمة، يعانون الأمرين جراء انعدام الأدوية المجانية المقدمة لهم من منظمات دولية، وغياب معظم الخدمات الصحية.
معاناة المرضى في اليمن لا تقتصر على مرض السرطان وحسب، بل سجّل اليمن أزمة صحية مروّعة للغاية، ضاعفها العبث الحوثي بعدما تعمّدت المليشيات زراعة بيئة صحية شديدة التردي.
وسجّل العديد من الأمراض القاتلة انتشارًا فتاكًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وهذا راجعٌ في الأساس إلى أنّ المليشيات تتعمّد إحداث مزيدٍ من التردي في البيئة الصحية عملًا على تفاقم المأساة.
المليشيات تعمّدت في كثيرٍ من المناسبات شن اعتداءات على المستشفيات والمراكز الطبية، كما أنّها استهدفت في كثيرٍ من المناسبات العاملين في المجال الطبي.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إنّ إمكانية الوصول إلى المستشفيات يكون صعبًا للغاية، بعدما خرج أغلبها عن الخدمة في ظل النقص الحاد في الوقود، وهي أزمة تتعمّد المليشيات صناعتها على صعيد واسع.
أزمة نقص الوقود أحدثت تفشيًّا مرعبًا للأمراض الوبائية في ظل توقّف عمليات الرصد والمكافحة، وهو ما كبّد السكان كلفة معيشية صعبة للغاية.
وجاء فيروس كورونا ليضيف مزيدًا من الأعباء على القطاع الصحي اليمني بشكل كبير للغاية، بعدما أظهرت المليشيات فشلًا ذريعًا في التعامل مع الجائحة، بل وأفسحت المجال أمام تفشيها على نحوٍ مروّع للغاية.