إغاثات السعودية المائية.. ما أهميتها في مواجهة مأساة اليمن؟
في الوقت الذي تعاني فيه مناطق عديدة باليمن من أزمة حادة في نقص المياه، فإنّ جهودًا إغاثية تلعبها المملكة العربية السعودية، عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان.
ففي أحدث إحصاء لهذه الجهود، ضخّت فرق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، نحو 4 ملايين لتر من المياه الصالحة، لمديريات ميدي وعبس وحيران وحرض في محافظة حجة.
وجرى ضخ مليوني و400 ألف لتر من مياه الاستخدام بالخزانات، وكذلك ضخ مليون و600 ألف لتر من المياه الصحية.
هذه الجهود الإغاثية تحمل أهمية عظيمة فيما يتعلق بتوفير حياة آدمية لسكانٍ لا ذنب لهم إلى أنّهم عاصروا حربًا حوثية خبيثة، أحدثت كلفة باهظة في التردي المعيشي القاتم.
ويمكن القول إنّ النُدرة الشديدة في المياه شكّلت أحد أخطر التحديات في اليمن، كما أنّ القيود المفروضة على واردات الوقود ساهمت في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار.
ومع تخطي الحرب الحوثية عامها السادس، فقد تفاقمت أزمة نقص المياه في اليمن، ويُضطّر سكان الأرياف إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عنها، فيما يدفع سكان المدن مبالغ مالية كبيرة نظير شراء صهاريج المياه.
وتعتبر محافظات صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة هي من أكثر المناطق معاناة وتأثرًا بأزمة نقص المياه، وقد ازدادت حدتها مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
مثالًا على ذلك، يعاني سكان صنعاء من أزمة مياه قديمة نتيجة جفاف الآبار، بخاصة في مديريات أرحب وبني حشيش، واستنزاف المياه الجوفية في ري شجر القات، ويُضطر المزارعون لحفر آبار بعمق 600 متر وأكثر.
وفي إحصاء دولي مرعب، يواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.
أمام هذا الوضع المرعب، فإنّ أهمية قصوى تحملها المساعدات والإغاثات التي تحرص على تقديمها المملكة العربية السعودية، ضمن عملها الإنساني الذي دأبت على تقديمه على مدار السنوات الماضية.