قطر والجبهتان.. كيف أعلنت الدوحة الحرب على التحالف؟
عبر دعمٍ خبيث يُقدَّم للإخوان والحوثيين، تواصل دولة قطر غرس بذور إرهابها ضد التحالف العربي الذي يبذل جهودًا مضنية في سياق العمل على وقف التمدّد الفارسي.
دعم قطر للمليشيات الإخوانية وكذا للمليشيات الحوثية يتنوع بين التسليح والتمويل، عملًا على مزيدٍ من الاستهداف للتحالف العربي، وفتح عديد الجبهات ضده.
حوثيًّا، فقد قدّمت الدوحة صنوفًا عديدة من الدعم لهذه المليشيات التي دأبت على شن هجمات غادرة استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي اعتداءات كثيرًا ما أفشلها التحالف.
إخوانيًّا، تكثّف قطر من دعمها الخبيث للمليشيات التابعة لحكومة الشرعية التي تنفّذ مشروعًا يتضمّن عداءً خبيثًا ضد التحالف العربي، وقد دأب التيار الإخواني النافذ في الشرعية على المجاهرة بمعاداة التحالف.
هذا الدعم يكشف أنّ قطر تلعب على واجهتين، إحداهما دعم الحوثيين والأخرى دعم المليشيات الإخوانية المهيمنة على الشرعية، ضمن مخطط شديد الخبث يعمل على تحقيق مصالح هذا المعسكر الشرير.
ويبدو أنّ الدوحة قد أشهرت سلاحًا انتقاميًّا ضد التحالف العربي، بعدما أعلن الرباعي العربي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب على صعيد واسع ودعم جماعات متطرفة في مناطق مختلفة من العالم.
وفي هذا الإطار، فقد توقعت مصادر دبلوماسية أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا على كافة المستويات، انتقالًا للمواجهات من جبهات المعارك إلى حرب اقتصادية ومالية وكذا حرب سياسية.
وتعتزم قطر في الفترة المقبلة، وفق المصادر التي تحدّثت لصحيفة العرب اللندنية، رفع مستوى دعمها للحوثيين بالإضافة إلى تحريك أوراقها في حكومة الشرعية، ضمن خطتها لاستهداف التحالف العربي وإفشال جهوده.
المخطط القطري يرتبط بشكل كبير بمجريات اتفاق الرياض الذي يبذل التحالف جهودًا ضخمة من أجل إنجاحه، فيما تصر الدوحة على العمل على إفشاله باعتبار أنّ هذا المسار يضر بمصالحها كثيرًا لأنّه يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، كما يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
أمام هذا المشهد شديد التعقيد، فإنّ التحالف العربي تنتظره معركة أشد ضراوة على أكثر من جبهة، في ظل إقدام الدوحة على إشهار هذا العداء الخبيث ضد التحالف.
وفيما كانت قطر عضوًا في التحالف العربي، فقد تبيّن أنّ الدوحة كان لها دور تخريبي لمعاداة التحالف عبر اختراق يضر بجهوده في الحرب على الحوثيين، وقد تجلّى ذلك في دعم خبيث قدمته الدوحة للمليشيات الموالية لإيران وكذا لجماعات إرهابية غذّت قطر نشاطها على الأرض.
ولعل ما يبرهن على ذلك أنّ قطر لها سابقة دموية إرهابية، تجلّت في تعاونها مع عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، في وقتٍ كانت تجهّز القوات الإماراتية لإطلاق عملية ضد هذه العناصر.
تفاصيل الواقعة كان قد كشفها سفير الإمارات في موسكو عمر سيف غباش، وكان ذلك في عام 2017، عندما قال إنّ القوات الإماراتية كانت تستعد لعملية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أنّ القطريين نقلوا موقع القوات الإماراتية وخططها للقاعدة فوصل أربعة انتحاريين وفجروا نفسهم في الجنود.
مثل هذه الطعنات القطرية، وغيرها كثير، برهنت على أنّ الدوحة لا تتوقّف عن استخدام إرهابها الذي كثيرًا ما تشتهر به في معاداة التحالف العربي وجهوده في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وهو ما يستدعي مواجهة حازمة وحاسمة لهذا النفوذ القطري وذلك من خلال قطع الذراعين الحوثية والإخوانية.