خلافات القانص وعبد السلام.. صراعات الحوثيين تأكل المليشيات
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على أنّها فصيل إرهابي تتصارع قادته وعناصره على تكوين ثروات مالية ضخمة، ولا تمانع في الدخول في صراعات وخلافات حادة من أجل جني هذه الأموال.
وهناك الكثير من الوقائع التي تبرهن على حجم تصاعد الخلافات في معسكر الحوثيين، أحدثها دخول سفير الحوثيين في دمشق نائف القانص، في خلافات مع ناطق المليشيات محمد عبدالسلام، المتواجد في مسقط وقيادات حوثية أخرى تتواجد في بيروت على الدعم الإيراني الشهري المُخصص لقيادات المليشيات المتواجدة خارج اليمن.
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ القانص فتح ملف تقاسم الدعم الشهري المُقدم من إيران، وطالب بزيادة مخصصات سفارته في دمشق؛ ما تسبب في غضب القيادات الحوثية الأخرى التي تستحوذ على النصيب الأكبر، وبينها القيادات المُشرفة على الجانب المالي لقناة المسيرة والعاملين فيها، والتي تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت.
وفي خطوة تصعيدية، رفع عبدالسلام تقارير إلى زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي ضد السفير الحوثي في دمشق نائف القانص، يتهمه فيها بتقديم تسهيلات لقيادات مؤتمرية في سوريا، بينهم الشيخ ناجي جمعان الذي شارك في الانتفاضة المُسلحة ضد المليشيات في ديسمبر 2017.
هذه الواقعة تبرهن على حجم تفشي الخلافات بين معسكر الحوثيين، وهي تعود في أغلب الحالات بسبب التصارع على جمع الأموال والتي يتم جمعها في الغالب من خلال فرض الإتاوات على السكان وجرائم النهب والسطو التي ترتكبتها المليشيات.
ويرى محللون أنّ تفشي صراعات الأجنحة بين الحوثيين والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد الاقتتال، أمرٌ يبشِّر بإمكانية تآكل المليشيات من خلال أن تأكل نفسها بنفسها.
دلالة أخرى تحملها هذه الخلافات، وهي أنّ المليشيات تعيش من الداخل انهيارًا وتفكُّكًا ربما يكون غير مسبوق، وهي حقيقة تحاول المليشيات محوها من خلال وسائل إعلامها منعًا لتفكّك هذا الفصيل الإرهابي.
أمام هذا الواقع، فإنّ تفاقم صراعات الأجنحة بين الحوثيين ربما يكون عامل الخلاص للسكان من سرطان المليشيات وذلك بالنظر إلى أنّ انهيار هذا المسعكر هو الحل لوقف الحرب، وهذا لأنّ هذا الفصيل من غير المتوقع أن يجنح نحو السلام.