الشرعية وادعاء المظلومية
رأي المشهد العربي
بشكل مباشر وآخر غير مباشر، تتحمَّل حكومة الشرعية سببًا رئيسًا فيما يتعلق ببلوغ الأزمة في اليمن حدًا مأساويًّا لم يعد يُطاق على الإطلاق.
"الشرعية" التي تُركِت أمام اختراق إخواني سيطر على كافة مفاصلها، عرقلت مسار حسم الحرب عسكريًّا وطعنت التحالف العربي بخنجر الخيانة عبر علاقاتها المشبوهة مع المليشيات الحوثية.
"الشرعية" لم تشغل بالًا بالعمل على تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية، وتمادت في غيّها وهي تمارس استهدافًا خبيثًا ضد الجنوب، سواء عبر محاولة احتلاله عسكريًّا أو صناعة أعباء حياتية أمام مواطنيه، أو من خلال زرع المفخخات التي تستهدف عرقلة تحركات الجنوبيين نحو تحقيق حلمهم المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
على الصعيد المالي، لم تضيع الشرعية فرصةً إلا وتمادت في جرائم فساد ضخمة، مكّنت قادة هذا الفصيل من تكوين ثروات ضخمة، وهو ما صنع مزيدًا من الأعباء على السكان.
على الرغم من كل هذه الجرائم الموثّقة بالعديد من الأدلة التي تخطّت كل الأعراف والتي ارتكبتها الشرعية عمدًا، فإنّ الحكومة المخترقة إخوانيًّا دائمًا ما ترفع شعار المظلومية، وتدعي أنّها المجني عليها.
ويخرج قادة الشرعية ومسؤولوها عبر المنصات الدبلوماسية إقليميًّا ودوليًّا، في محاولة للتبرؤ من الفضائح التي انهالت على الشرعية بشكل كبير للغاية، وبرهنت على خبث نواياها، وأنّ مصالحها مرتبطة بشكل كبير باستمرار الوضع العبثي الراهن، تمامًا كما هو بالنسبة للمليشيات الحوثية.
التصريحات التي يخرج بها مسؤولو الشرعية، والتي يروّجها إعلام الإخوان في الداخل والخارج، تحاول دائمًا تحسين صورة الحكومة المخترقة إخوانيًّا.
رفع "الشرعية" لشعارات المظلومية ربما أمرٌ لم يعد مجديًّا بالنسبة لها، بدليل أنّ الشرعية لم تعد تحظى بنفس القدر من الدعم الذي تحصلت عليه في بدايات الأزمة.
ومع افتضاح أمر الشرعية على صعيد واسع، فقد تناقص الدعم بصوره المختلفة الذي كانت تحصل عليه هذه الحكومة الراعية لإرهاب الإخوان، وقد بات واضحًا أمام الجميع أنّ الشرعية بهيكلها الراهن، ذو الصبغة الإخوانية، أصبحت جزءًا من المشكلة وليست من الحل.