الحوثي وسوق الوقود السوداء.. آبار المليشيات التي تصنع المعاناة
تواصل المليشيات الحوثية استغلال سوق الوقود الذي حوّلته إلى سوق سوداء، يدر على قادة هذا الفصيل أرباحًا ضخمة.
فعلى مدار سنوات الحرب القائمة منذ صيف 2014، تفرض المليشيات الحوثية سيطرة مُحكمة على آليات سوق النفط وآليات استيراد المشتقات النفطية.
ودأبت المليشيات على سحب كميات الديزل والبترول إلى جانب الغاز المنزلي من المحطات الرسمية، وبيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل مجهودها الحربي.
وفي خطوة حوثية جديدة، أصدرت قيادة المليشيات توجيهات جديدة لأتباعها والموالين لها، في إطار تعزيز سوق الوقود السوداء، ما تسبّب في رفع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف بمناطق سيطرة المليشيات.
وكشفت مصادر محلية عن أنّ المليشيات الحوثية رفعت أسعار المشتقات النفطية في الأسواق السوداء، التي باتت منتشرة في معظم شوارع وطرقات المدن الواقعة تحت سيطرتها.
ووصل سعر الصفيحة الواحدة سعة 20 لترًا في السوق السوداء إلى مبلغ يتراوح بين 20 ألف ريال و28 ألفًا وفق المصادر التي أشارت إلى أنّ الارتفاع المفاجئ لأسعار الوقود فاقم معاناة السكان المعيشية والإنسانية والصحية.
إقدام الحوثيين على صناعة سوق سوداء في الوقود أمرٌ شديد الخطورة، باعتبار أنّ هذا الأمر يتسبّب في ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية والغذائية وأجور النقل والمواصلات، وهو ما يضاعف من الأعباء على السكان.
ولعلّ أخطر كلفة تنجم عن نقص الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو تسبُّب هذا الأمر في تعطيل عمل الكثير من المستشفيات وخروجها عن الخدمة، لا سيّما غرف الطوارئ والرعاية المركزة.
في الوقت نفسه، فإنّ سيطرة الحوثيين على هذا القطاع بشكل كامل أمرٌ ساهم في تمكين المليشيات من تكوين ثروات مالية ضخمة للغاية، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات حياتية قاتمة.