الانتقالي واتفاق الرياض.. بين الالتزام الراسخ ومواجهة إرهاب الشرعية
جهود ضخمة يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي، عملًا على إنجاح اتفاق الرياض الموقّع في نوفمبر الماضي، ويتعرض لخروقات متواصلة من قِبل حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا.
ففي هذا الإطار، عقد الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، اجتماعًا مع المسؤول السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكية لدى اليمن كريستوفر دويتش.
الخبجي طالب خلال الاجتماع، المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الشرعية لتطبيق اتفاق الرياض، وقال إنّ المجلس بادر بتسليم خططه وتصوراته لتشكيل حكومة الكفاءات والفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات.
الاجتماع تطرّق إلى آلية تنفيذ اتفاق الرياض، وأهمية تطبيقه وإنجاز بقية بنوده بأقرب وقت، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
الخبجي أكّد كذلك حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على تجاوز الأوضاع المعيشية المأساوية في محافظات الجنوب، مع ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة لأداء واجبها برفع المعاناة عن كاهل المواطن.
هذا اللقاء الدبلوماسي المهم يحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بتحركات سياسية مهمة يبذلها المجلس الانتقالي عملًا على إنجاح مسار الاتفاق ذات الأهمية الاستراتيجية على نحو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما حرّفتها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية.
"الانتقالي" عبر هذه الخطوات يُجدّد التزامه التام بمسار اتفاق الرياض، وهو التزامٌ بدأ منذ اليوم الأول للتوصّل إلى هذا الاتفاق، نظرًا لأهميته السياسية والعسكرية، وانخراطًا إلى جانب التحالف العربي مع المليشيات الحوثية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقالي من خلال هذه التحركات السياسية ينقل صوة حقيقية عما يتعرض له مسار الاتفاق في ظل الخروقات المتواصلة من قبل الشرعية.
أمام الالتزام السياسي والعسكري من قِبل القيادة السياسية الجنوبية، فإنّ المرحلة المقبلة تستوجب مزيدًا من الاستعداد لأي سيناريو يميل إلى التصعيد بشكل أكبر من قِبل "الشرعية".
وفيما من المستبعد أن تمارس الشرعية التزامًا بمسار الاتفاق، فإنّ الانتقالي يجب أن يبقى متأهبًا لأي تجاوز إخواني خبيث للخطوط الحمراء التي يضعها الجنوب، الذي يملك حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه وحماية أراضيه من اعتداءات معسكر أهل الشر.
حتمية هذا التأهب تأتي من منطلق كافة التوقعات التي تميل ناحية إقدام المليشيات الإخوانية على التصعيد بشكل مكثف ضد الجنوب، تنفيذًا لمخطط أعدته دولتا قطر وتركيا، عملًا على مزيدٍ من التمدّد الغاشم ضد الجنوب عبر الذراع الإخوانية.