الإمداد المائي لليمن.. مسارٌ إنساني تصنعه السعودية من أجل الحياة
بات تزويد المناطق المحرومة بالمياه، أحد أهم صور الدعم الإغاثي الذي تقدّمه المملكة العربية السعودية لمناطق عديدة في اليمن.
ففي أحدث هذه الجهود، كشف مركز الملك سلمان للإغاثة عن تنفيذ مشروع الإمداد المائي والإصحاح البيئي في مديريات ميدي وعبس وحيران وحرض في محافظة حجة.
المركز الذي يعتبر مظلة إنسانية عظيمة للسعودية، قال إنّ فرقه ضخت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري، 404 آلاف و400 لتر من مياه الاستخدام للخزانات، و269 ألف و600 لتر من المياه الصحية للخزانات.
وأضاف أنه تبنى خمس حملات رش ضبابي لمكافحة الأوبئة، ونقل المخلفات من مخيمات النازحين، استفاد منها ستة آلاف و320 فردًا.
هذه الجهود الإغاثية يُنظر إليها بقدرٍ عظيم من التقدير والأهمية، وذلك بالنظر لما أفرزته الحرب الحوثية من تناقص مرعب في توافر المياه في عديد المناطق.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية أجادت صناعة أزمات حياتية شديدة البشاعة، يتمثّل أحد أوجهها فيما يتعلق بنقص المياه.
وتوثّق تقارير حقوقية أنّ من بين أكثر المناطق التي تضرّرت من جرّاء هذه الأزمة، هي صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة، وازدادت حدة الأزمة مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
وبحسب تقرير سابقل للأمم المتحدة، فإن النُدرة الشديدة في المياه وعلى مدى عقود شكّلت أحد أخطر التحديات في اليمن، كما أنّ القيود المفروضة على واردات الوقود ساهمت في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار.
وإلى جانب الدور الإغاثي العظيم الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في هذا الصدد، فإنّ المجتمع الدولي يُنتظر منه أن يمارس دورًا أكثر حيوية فيما يتعلق بالعمل على تكثيف الجهود الإغاثية في هذا الصدد.
حتمية تكثيف العمل الإغاثي في هذا الصدد تأتي من باب أنّ المليشيات الحوثية لا يمكن أن تتراجع بأي خطوة للخلف، ولن تُفسِح المجال أمام إحداث حلحلة سياسية تمنح الحرب استراحة طال انتظارها كثيرًا.