جهود المانحين وتحدي كورونا.. كيف يتخلص اليمن من الكابوس الصعب؟
بعدما فشلت المليشيات الحوثية في اختبار كورونا كما كان متوقعًا وتضاعفت الأعباء على السكان، فإنّ التعويل يبقى قائمًا على دور إغاثي يلعبه المجتمع الدولي لتغطية آثار هذه الجائحة.
ففي أحدث الجهود الإغاثية في هذا الصدد، تلقّت منظمة الصحة العالمية 20 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية، لدعم جهود الاستجابة الأممية في مواجهة فيروس كورونا في اليمن.
كما تعهد البنك الإسلامي للتنمية، في الوقت نفسه، بتخصيص 100 مليون دولار منحة إغاثية لمواجهة آثار الأزمة الإنسانية المصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
الدور الإغاثي الذي تلعبه عدة جهات وأطراف مانحة تظل الأمل الذي ربما قد يكون الأخير، في سبيل مواجهة الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بشكل كبير، في ظل الفشل الحوثي "المتعمّد" لمواجهة تبعات جائحة كورونا.
وتتعامل المليشيات الحوثية بمزيدٍ من التلاعب والاستهتار بحياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يُفسِح المجال أمام تفشي الجائحة على صعيد مرعب للغاية.
وسبق أن حذّر أطباءٌ متخصصون من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
كما نبّهت العديد من التقارير لتبعات ونتائج كارثية في شتى المجالات مع تفشي كورونا باليمن، في ظل التدهور الحاد في القطاع الصحي الذي بات شبه مدمر، بعدما غرست المليشيات بذور هذه البيئة شديدة التردي.
وما زاد الأمور رعبًا أنّ المليشيات عملت كذلك على إخفاء المعلومات الحقيقية عن تفشي الجائحة، بل والأبشع من ذلك أنّها قامت بإعدام المصابين بالفيروس.
ما يبرهن على ذلك أنّ المليشيات عمَّمت على جميع المستشفيات والمراكز الطبية بعدم الإعلان والإفصاح عن أي حالات إصابة بالوباء أو خروج أي من حالات الوفاة إلى وسائل الإعلام.
واتخذت المليشيات كذلك إجراءات بوليسية وترهيبية، وعملت على ترويع لأسر المصابين والمتوفين بكورونا لإخفاء وجود إصابات.
هذا الوضع المرعب الذي أخرج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، أمر يدعو إلى مزيدٍ من الجهود التي يجب أن يبذلها المجتمع الدولي والأطراف المانحة عملًا على التصدي لهذه الأعباء.