14 أكتوبر.. على درب ثورتنا نمضي
رأي المشهد العربي
فيما تحل علينا اليوم الذكرى الـ57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، فإنّ الجنوبيين يجدّدون العهد على حماية الوطن وصون مكتسباته، واستعادته من براثن الاحتلال الجديد.
في العام الثالث من سيتينات القرن الماضي، هبّت شرارة الثورة التي لفظت الاحتلال البريطاني، ورسخّت معالم دولة الجنوب سياسيًّا وعسكريًّا بل وحتى مجتمعيًّا، تزامنًا مع حالة عربية في تلك الفترة كانت كفيلة بأن تلهب المشاعر نحو التحرُّر.
الثورة هبّت لجلاء الاستعمار حتى رحل الجندي الأخير عن العاصمة عدن في 30 نوفمبر 1967، لتنهي حقبةً من الاحتلال دام 129 عامًا، حتى استقل الجنوب وقامت مؤسساته وتشكلت أطيافه واجتمعت صفوفه على قلب رجل جنوبي واحد.
تحل ذكرى الثورة، في أجواءٍ ليست مغايرة كثيرًا، فقلوب الجنوبيين وأجسادهم تثور ضد محتلٍ من نوعٍ آخر، فرض هيمنته على الأرض، وسرق وطنًا وصادر حقَ شعبٍ في أن يقرر مصيره.
الجنوب الآن يواجه احتلالًا غاشمًا من قبل نظام الشرعية الذي يلهث وراء فرض سيطرته على الجنوب ولا يشغله إلا ذلك، تاركًا أرضًا للمليشيات الحوثية تمارس فيها أيما طغيان.
الجنوب الذي أطاح بالمستعمر الإنجليزي قبل قرابة الستة عقود، حتمًا سيعاود الآن النصر ويكرر القول الفصل ويكتب كلمة الانتصار على أعداءٍ يتآمرون عليه أكثر مما يتنفسون.