اتفاق الرياض ودبلوماسية الانتقالي.. صفعة جنوبية على وجه الشرعية
حراك دبلوماسي كبير تخوضه القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، في هذه الآونة عملًا على نقل صورة حقيقية للمجتمع الدولي عن مدى التزام المجلس باتفاق الرياض، الرامي إلى تحقيق استقرار سياسي وحسم عسكري.
ففي هذا الإطار، استعرض الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقائه مع السفير هانس جروندبرج رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، بالعاصمة السعودية الرياض، جهود المجلس لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض.
الرئيس الزبيدي أشار إلى تسليم المجلس الوثائق والخطط اللازمة لتنفيذ الآلية، سواء في الجانب السياسي أو العسكري، ومنها فصل القوات في محافظة أبين، ونقلها إلى جبهات القتال.
كما أشاد بحرص المملكة العربية السعودية على تهيئة الحلول العاجلة لتشكيل حكومة كفاءات، مشددًا على ضرورة ممارسة مهامها لتخفيف معاناة المدنيين وتوفير الخدمات وصرف المرتبات.
وأكّد الرئيس ضرورة وفاء حكومة الشرعية بالتزاماتها تجاه دعم محافظ العاصمة عدن، مجددًا موقف المجلس الداعم للمبعوث الأممي مارتن جريفيث، وجهوده لإحلال السلام.
ولفت إلى أهمية على مشاركة المجلس في مختلف تفاصيل العملية السياسية بدءًا بمناقشة ملف الإعلان المشترك وصولًا إلى مشاورات العملية السياسية النهائية.
من جهته، عبر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، عن دعم الاتحاد لتنفيذ اتفاق الرياض، مشيدًا بموقف المجلس الانتقالي الجنوبي مع جهود تحقيق السلام.
هذا اللقاء الدبلوماسي المهم يمكن القول إنّه يساهم في نقل صورة حقيقية عما يحدث على الأرض فيما يتعلق اتفاق الرياض، ذلك المسار الذي اتفقت على أهميته مختلف الأطراف.
ويقترب اتفاق الرياض من إتمام عام كامل على توقيعه، ولا يزال يراوح مكانه، في ظل خروقات متواصلة تمارسها حكومة الشرعية عملًا على إفشال الاتفاق، الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
أمام خروقات الشرعية التي تمثّلت في اعتداءات غادرة شنّتها - ولا تزال - المليشيات الإخوانية الإرهابية، فإنّ الجنوب يبذل ضبطًا للنفس بشكل كامل عملًا على إنجاح الاتفاق.
ووضع الجنوب خطوطًا حمراء لم يُسمح بتجاوزها على الإطلاق، تتعلق بحقه الأصيل في الدفاع عن أراضيه من الاعتداءات العسكرية الإخوانية.
اللافت أنّه على الرغم من الخروقات الإخوانية المتواصلة التي تستهدف إجهاض اتفاق الرياض، فإنّ الشرعية لا تتوقّف عن إطلاق الاتهامات الباطلة في محاولة شديدة الخبث ترمي إلى محاولة تحميل المجلس الانتقالي مسؤولية إفشال هذا المسار.
هذه المؤامرة السياسية الخبيثة التي تنفّذها الشرعية، يقابها جهد كبير من القيادة الجنوبية على الصعيد الدبلوماسي، عملًا على نقل صورة حقيقية للمجتمع الدولي عما تقترفه الشرعية من جرائم غادرة، تنم عن معاداة كاملة للتحالف العربي في محاولة لإفشال جهوده في إطار محاربة التمدّد الفارسي في المنطقة.