الوجه الآخر لاتفاق تبادل الأسرى.. ماذا بين الحوثي والشرعية؟
جولة جديدة من التقارب بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، تمثّلت في تبادل جديد للأسرى خلال الساعات الماضية.
عملية تبادل الأسرى، وهي الأكبر من نوعها بين الشرعية والحوثيين، تمّت تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقد بلغ عددهم 217 أسيرًا بين الجانبين.
مصادر مطلعة في مطار صنعاء كشفت عن نقل 108 أسرى على متن الطائرة التي أقلعت من مطار صنعاء إلى سيئون.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ الطائرة التي أقلعت بالتزامن من مطار سيئون تحمل على متنها 109 من أسرى مليشيا الحوثي.
تبادل الأسرى هو أحد العلامات التي تبرز تقاربًا كبيرًا من نوعه بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية الموالية لإيران، في وقتٍ تمثّل إطالة أمد الحرب الراهنة مصلحة كبرى للجانبين.
سرعة التوافق بين الحوثي والشرعية تنم عن علاقات تقارب كبير بين الجانبين، وهو أمرٌ تجلّى أيضًا في سرعة توقيع اتفاق السويد، وذلك إذا ما قورنت مثل هذه الخطوات بعراقيل تغرسها حكومة الشرعية عند الحديث عن أي محادثات للسلام، تمامًا مثل تلك التي جرت مع المجلس الانتقالي، عندما سعت الشرعية كثيرًا لإفشال محادثات جدة التي قادت إلى توقيع اتفاق الرياض.
صفقات تبادل الأسرى بين الحوثي والشرعية، وإن كان غطاؤها إنسانيًّا، لكنّها تحمل في طياتها مزيدًا من التقارب بين الجانبين، تعبيرًا عن تنسيق كبير في المواقف فيما بينهما.
علاقات التقارب بين الحوثي والشرعية لا تقتصر على تبادل الأسرى وحسب، لكنّ هناك العديد من الأدلة التي فضحت التقارب بين الجانبين، أهمها على الأرجح هو قيام الحكومة المخترقة إخوانيًّا بتسليم المواقع الاستراتيجية للمليشيات الموالية لإيران.
كما أنّ الجبهات الحيوية بين الحوثي والشرعية دائمًا ما تشهد موتًا سريريًّا بين الجانبين، في خيانة عسكرية مارستها الشرعية كبّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب على المليشيات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ استثمارات ضخمة يملكها إخوان الشرعية بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في مأمن، وتدر عليهم مكاسب ضخمة، ضمن تنسيق متبادل بين الجانبين.
أمام هذا الواقع، فإنّ اتفاق تبادل الأسرى سيكون إيجابيًّا حال ما إذا كان الهدف هو إحلال استقرار سياسي وأمني يوقف الحرب أو يمنحها استراحة طال انتظارها، لكن الأمر - بالنظر إلى شواهد سابقة - ينطلي في إطار تنسيق خبيث بين الجانبين.