في يومها العالمي .. المشهد العربي ينشر ورقة بحثية عن المرأة في عدن في مرحلة ماقبل الاستقلال الوطني قدمت في مؤتمر علمي بعدن
كُــنَّ
(رائدات عدن ثقافيا واعلاميا وفنيا في مرحلة ما قبل الاستقلال))
ورقة بحثية مقدمة للمؤتر العلمي الاول : "المراه في عدن في مرحلة ماقبل الاستقلال الوطني" – مركز عدن للدراسات والندوات التاريخية والنشر
الباحثتان :
أ.د. ابتهاج سعيد الخيبة
أ.مشارك.د. صفاء عبدالله معطي
المقدمة :
عند الحديث عن الثقافة فإننا ندرك أنها انما انعكاس للوضع القائم في المجتمع فاذا كان هناك نهضة وتقدم واستقرار في الحياة العامه سندرك ان هناك ثقافة شاملة في المجتمع، حيث ان ثقافة الانسان ذكراَ كان ام انثى نابعاً من واقعه المعاش فالإنسان وليد البيئة التي يعيش فيها.
ولا يمكن التطرق للحديث عن الرائدات في عدن بمنأى عن الحديث عن مدينة وتأثير حركة الانتعاش الاقتصادي والسياسي لمدينة عدن وماحولها على تطور الحركة النسائية وظهور الرائدات.
عرفت عدن بأنها عين الجنوب وحاضرته وهي تقع على ساحل خليج عدن وبحر العرب، وتعتبر اهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي اضافة الى تحكمها في طريق البحر الاحمر وتشكل عدن نموذجاَ متميزاَ لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنية الانتاجية إذ جمعت بين الانشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية وتزداد اهميتها من كونها ميناء تجاري من اهم الموانئ في المنطقة ومنطقة تجاره حره اقليمية ودولية.
كما أنها تكتسب أهميته سياحية من خلال شواطئها الدافئة ومنتجاتها الجميلة وتكتسب أيضا الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع ووحدات انتاجية اهمها مصفاة عدن.
احتلت بريطانيا مدينة عدن في يناير 1839م، واستوطنها تجار يهود وفرس وهنود وخلال اربعينيات وخمسينيات القرن العشرين اصبحت عدن أحد أكثر موانئ العالم نشاطاً ، هذا الانتعاش الاقتصادي كان له أثر على الجوانب الثقافية في البلد، من جميع النواحي في الفن (الشعر – الغناء –المسرح) او في المجال الاذاعي والصحافي – الرياضي .... الخ ، ولذا فإن هذه البيئة الجميلة كان لها تأثيرا كبيراً في ظل فترة اتسمت بالاختلاط والامتزاج والتعايش مع ثقافات أخرى على النساء العدنيات بشكل خاص والمجتمع العدني بشكل عام لكون الانسان هو وليد بيئته فكلما كانت البيئة المحيطة منتعشة ومتطورة وعامل جدب للتطور والابداع افرز ذلك تطور وابداع في عقول الناس، فوعي الانسان ينبع من بيئة المحيطة به.
بلا شك ان المرأة هي النصف الثاني في المجتمع والشريك الاساسي لأخيها الرجل ولذا فإن وجود مثقفين ومبدعين من الذكور تطلب وجود الشريك الاخر " المرأة المثقفة" من اجل النهوض والاستمرارية. فالمرأة ككائن هام في المجتمع مكمل للرجل حيث يشكلان كلاهما وحده متكاملة لا يستطيع فيها أحدهما التقدم الا بوجودهما ومشاركتهما معاً كطائر يحلق بجناحين سليمين في فضاء التقدم وهذا ما انعكس في عدن خلال مرحلة ما قبل الاستقلال ويتضح ذلك من خلال مساعده حسين الصافي للمذيعات عديله بيومي وفوزية عمرو وفوزية غانم وفوزية جوباني –وفوزية عميران – حرم جمال الخطيب - فوزية باسوران . حيث ساعد ذلك لظهور العديد من الفتيات والنساء العدنيات في المجال الثقافي.
وقبل الحديث عن المجال الثقافي بكافة مجالاته وابعداه لابد من التطرق للتعليم في عدن باعتبار أنه لا يمكن أن يكون هناك تطور في ظل الأميه الأبجدية حيث ندرك الى ان الوسائل الثقافية والتي تعكس ثقافة المجتمع تحدد الادوار التي تؤديها المرأة ، ومعلوم ان العلاقات الاسرية في جوهر بيتها تضم مجموعه متنوعه من الحقوق والواجبات يلتزم بها اعضاء الاسرة ، ومن هنا فان الادوار المتمثلة في ممارسة السلطة داخل الاسرة والكيفية التي يتم بموجبها اتخاذ القرار وتقسيم العمل المتصل بالوظائف الاقتصادية والتربوية والانجابية هي في المحصلة الاخيرة انعكاس لثقافة المجتمع . فاذا كان هذا المجتمع 95%من سكانه امي لا يعرف القراءة والكتابة فان ذلك سيؤدي تفاوت كبير جداَ جداَ بين الفئة الحاكمة (الاستعمار البريطاني) (افراد المجتمع العدني) ، حيث لأجل التعايش والتأثير كان لابد لأفراد المجتمع التعلم للقراءة والكتابة .
لعبت المساجد وعدداَ من البيوت العدنية والتي كانت تسمى حينها بالمعلامه دوراَ في تعليم القراءة والكتابة ونشر العلوم الدينية والدنيوية. وكانت هناك عددا من البيوت العدنية التي تعرف بـ (المدرسة ) لما كانت تتمتع به من شده وحزم في أسلوب التدريس منها "مدرسة الشريفة خديجة " و "مدرسة الست حليمة حامد" و "مدرسة الست نور حيدر" . وقد ذاع صيت هذه المدارس في عدن وتخرج منها العديد من الشخصيات التي كتب لها التوفيق في الحياة الثقافية والادبية .
فقد التحقتا ابنتا الفقيه حيدر "نور ولول" بمقاعد التعليم الحكومي في مدارس الأولاد ، في وقت لم يكون فيه مدارس لتعليم للبنات . اللتان اسستا في العام 1925م اول مدرسة اهلية للأطفال في منزلهم في شارع الصباغين بمنطقة الشيخ عثمان وقد بذلتا آنذاك جهود وطنية جبارة من اجل اقناع الاهالي بالحاق بناتهم في المدارس الناشئة.
واستمرت الست نور حيدر[1] التي سمتها الإدارة البريطانية لاحقا بـ "رائدة تعليم البنات في عدن " بالتدريس، وطلبت منها الادارة البريطانية في عدن عام 1934م ، بعد ان ذاع صيت مدرستها الاهلية ان تكون مديرة مدرسة حكومية للبنات وكانت في الشيخ عثمان. ، وفي عام 1941 وبعد أن اختبر الإنجليز قدرة نور حيدر في تأسيس قاعدة لتعليم البنات ، كلفت الإدارة البريطانية التاجر الفرنسي أنتونيات بس ببناء أول مدرسة حكومية للبنات في مدينة عدن . وتمّ تشييدها في مدينة الشيخ عثمان بجانب سكن الست نور حيدر . وخدمت هذه المدرسة تلميذات عدن بشكل عام ، حيث نظمت لهن وسائل النقل الرسمية من مدنهن المختلفة . امتلكت الست نور حيدر قوة الارادة وصدق الايمان بقضية تعليم البنات وقد تخرجن من المدرسة العديد من الشخصيات منهن ابنة الست لول حيدر وهي الاذاعية المعروفة السيدة "عديله بيومي" وارتفع عدد المربيات اللاتي حملن على عاتقهن تنشئا اجيال مثل "عديله بيومي" ، "نجيبة علبي" ، "زينب علي قاسم" و "الاختين حليمة وشفيقة خليل النياعي" ، "اسيا حميدان: ، " قدرية الحازمي " ، "نجاه علي بن علي مقطري واختها عائدة " ، "رجاء عولقي" ، "خديجة أمان " ، "فوزية يابلي " ، " ليلى السيد" ، "اسماء ماطر" ، "اسيا حميدان" ، "نبيهه ناصر" ، "رقية احمد طه" ، " اروى همداني" ، " نجيبة سياني" ، "نعمة عفراء" و "اسيا غانم" .
نالت نور حيدر سعيد التكريم على يد الإدارة البريطانية في عدن ولندن وذلك بمنحها شهادة التكريم الأولى في عام 1947 ثم منحها في عام 1957 عضوية البرلمان البريطاني ووقفت هذه المرأة مع رجالات عدن على منصبة التكريم والشموخ ، فقد كانت أول سيدة عدنية نالت ذلك الشرف ولقبتها الإدارة البريطانية بـ " رائدة تعليم البنات في عدن " .
كما ان هناك من تتلمذ على يد الست نور حيدر ايضاَ وسار على دربها مثل "الست فطوم يابلي" و "فوزية يابلي" و"لولا باحميش" و"خديجة الهمداني" وكذا " هند علي برك ".
- رفع الستار عن تاريخ مغيب والتعريف العميق عن رائدتنا في مجال الثقافة ( كاتبات / فنانات / شاعرات / قاصات / اذاعيات / تلفزيونيات / مسرحيات /ملكات جمال) والتعرف الى وجوه اخرى كنا نجهلها من قبل ولم يأخذن حقهن .
- التعلم من حياتهن بانه لا يوجد مستحيل في ظل أي ظرف قهر في المجتمع فيمكن لنا ان نضيئ شمعة في نفق مظلم.
- إثارة الوعي باهمية أعاده نشر كتابات نسائية ’مغفله و منسية من المناهج المدرسية وعن المجتمع بشكل عام .
- من خلال استعراض الرائدات نحاول التوصل للإجابة على التساؤلات حول :
- لماذا ظهرت معظم الرائدات في فترة ما قبل الاستقلال بصوره اوضح؟ وهل هناك علاقة بين المتغيرات التي حصلت في الوطن العربي وهذه الظاهرة (بروز الرائدات)؟
- هل ترجمت هذه التغيرات الى تحولات في ذهينه النساء وتوجهاتهن وكيف اختيرت النساء التغيرات في الهوية وماذا كان تأثير هذه التغيرات على الحياة داخل الأسرة والمجتمع، وكيف كانت ظروف الكتابة والنشر والعمل الثقافي التي عملن ضمنها.
في هذه الورقة البحثية التطرق للرائدات الاوائل في كل المجالات الفنية والثقافية والاعلامية واسهامهن في وضع اللبنات الاولى في المجال الثقافي بشكل عام. حيث استعراضهن ودورهن في المجال الثقافي والإعلامي والفني خلال فترة الاحتلال البريطاني وفق المحاور الاتية:
المحور الأول: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الثقافي (الشعر، الادب، القصة)
المحور الثاني: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الفني (المسرح، الغناء، التلفاز)
المحور الثالث: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الاعلامي (الصحافة، الإذاعة، التلفزيون)
المحور الرابع: الجمعيات العدنية النسائية ودورها الثقافي المجتمعي.
المحور الأول: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الثقافي (الشعر، الادب، القصة)
أولا: في مجال القصة :
تمكنت الرائدات في المجال الروائي والقصصي من نشر قصصهن القصيرة والتعريف بأنفسهن مجتمعيا وحققن رواجاً لا نتاجهن القصصي في المجتمع ، فقد كانت الاوساط الثقافية تتداول قصص المرأة بشغف ملحوظ كما كانت كثيرا ما تقام حولها حورا وتعقيباَ وتحليلات عدنية ، ومما ساعد على انتشار قصصهن الصحافة التي كان يتم نشر انتاجهن القصصي فيه والإذاعة التي كانت تقدم القصة اما بصوت المذيعة او عبر الدراما الاذاعية . ومن الرائدات في هذا المجال:
- فوزية عمر القاصة والمذيعة كانت من اصدقاء برنامج الاذاعه مع المستعمصين وفي بداية الستينات كانت تاتي الاذاعة لقراه القصص التي كانت تكتبها واصبحت مذيعة مشهورة.
- شفيقة احمد زوقري .
- وسامية محمود محمد علي .
ثانيا: الشعر والادب والصالونات الأدبية عرفت كل من:
- الشاعرة صفية محمد علي (فانوسه) كانت اديبة وصاحبة اول صالون ادبي في عدن كانت زوجة لـ طه مستر حمود
- الشاعرة اعتدال عمر محسن الكثيري
- ميمونه أبو بكر السقاف
ثالثا: الصالونات الأدبية:
لم نستطع التوصل الى معلومات عن الصالونات الأدبية الا لصالونيين اثنين هما:
- صالون الشاعرة فانوسه وكان اول صالون ادبي في عدن
- صالون الشاعرة عبلة وهي اجنبية تعيش في منطقة البريقا.
المحور الثاني: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الفني (المسرح، الغناء، التلفاز)
مما لاشك فيه أن أجواء عدن المفتوحة انعكست على بواكير النشاط الدرامي سواء اكان المسرحي أو الإذاعي ، كما أنها اغنت مجالات إبداعية كالغناء .الا أن هذه الحركة حققت قفزات نوعية تزايدت وتصاعدت حدتها مع انشاء إذاعة عدن ومن ثم تلفزيون عدن .ولعل ابرز الرائدات في هذه المجالات هن :
أولا: في مجال الغناء [2]
أن اهتمام إذاعة عدن بتطوير التراث الغنائي افسح المجال لظهور اغاني بأصوات نسائية التي كانت بالبداية تتخذ شكل اصوات جماعية ثم تطورت لاحقا واصبحن الفنانات يسجلن اغانيهن في الإذاعة ، ولعل ابرز الرائدات في هذا المجال :
- ام الخير العجمي
- فتحية الصغيرة
- صباح منصر
- نبيهة عزيم : التي ظهرت بأغاني مشتركة مع الفنانين (ابوبكر سالم بلفقيه ــ محمد صالح عزاني ) ، و تعد اول فنانة جنوبية عدنية تسجل اغانيها في الاذاعة عبر إذاعة عدن في العام 1959، وبعدها جاءت رجاء باسودان وصباح منصر
- نجاة قاسم
أولا: في مجال التمثيل ( دراما إذاعية و مسرحية)
كان للدراما الإذاعية عظيم الأثر في نفوس المستمعين من المجتمع المحلي واللبنة الأولى لانتشار الدراما بكافة اشكالها سواء الاذاعية أو المسرحية أو التلفزيونية ، ففي الدراما الاذاعية اشترك فيها كوكبة من الشخصيات الإجتماعية وجلهم من الموظفين والعاملين في الإذاعة ، تميزت الأعمال بالتمثيليات التي كان يحرص المستمعون على متابعتها يومياً ، ففي الفترة من 1957 الى 1962م أذيعت العديد من الاعمال الدرامية تمثيليات ومسرحيات خلال لعل اشهرها مسلس ( شمسان يتحدث) الذي اشترك فيه مايقرب من 43 شخصية وجميعهم من الموظفين والعاملين في الاذاعة بما فيهن النساء وحتى الحرس الخاص بالاذاعة.
ومن أشهر الرائدات في مجال التمثيل الإذاعي والمسرحي :
- نبيهه عزيم : أول ممثلة في الدراما الاذاعية وأول فنانة غنائية
- اسمهان بيحاني : من رائدات التمثيل في الدراما الاذاعية
- هدى صالح : من أوائل الممثلات في المسرح
- سميرة راجح : من أوائل الممثلات في المسرح
- سيناء ربيع
- محاسن سعيد
- هدى محمد حسين
- فاطمة عبد القوي
- شروق محمد
- انصاف علوي
- فايزة صالح فارع
- نرجس عباد
- سعاد الجنيدي
- احلام جيزاني
- رجاء معتوق
- نجلاء شمسان
- نور الهدى
- زمزم ناصر
المحور الثالث: استعراض للرائدات العدنيات ودورهن في المجال الاعلامي :
كان التعليم بشكل عام القاعدة الأساسية في ازدهار النشاط الإعلامي بعدن ، الا أن تعليم الفتيات مكن المراة العدنية من الالتحاق والعمل بالجانب الإعلامي من صحافة وإذاعة وتلفزيون بل وتحقيق الريادة والتميز فيه ، وفيما يلي استعراض لاهم الرائدات في المجال الإعلامي :
ثانيا: في مجال الصحافة:
ظهرت الصحافة النسائية بصورة رسمية في عدن بظهور صحيفة (فتاة شمسان) في الاول من يناير عام 1960م، وكانت صاحبتها ورئيسة تحريرها السيدة ماهية نجيب متحدية بذلك جميع العراقيل والآراء المعارضة لها والعادات والتقاليد التعسفية بحق المرأة .
اجتهدت المرأة العدنية خلال تلك الفترة لتشق طريقها في العمل الصحفي واحدثت عبره تقدماَ ملموساَ في طبيعة مضمون المهن التي شغلتها آنذاك كالتمريض – والقبالة –واعمال السكرتارية ...الخ ، واعتبرته مجالاَ جديداَ لخروج من العمل النمطي الروتيني لإثبات ذاتها في المجتمع ، سيما وان التعليم خلق الى حد ما وعياَ ثقافياَ استطاعت المرأة بواسطته ادراك الكثير من المهام والرؤى في العديد من القضايا المرتبطة بها او ذات العلاقة بالمجتمع العدني بشكل عام ومن خلال الصحف الاهلية متعددة الاتجاهات مثل العديد من الاقلام النسائية العاملة فيها بشكل ثابت او دوري منهن :
1) السيدة رضية إحسان:
وكان للسيدة رضية موقف ريادي ، من خلال اشرافها على تحرير ركن المرأة في صحيفتي البعث والعمال ، وكثيراَ ما حملت مقالاتها دعوة صريحة للمرأة بالثورة على اوضاعها وعلقت الكثير من عيوب المجتمع ومشكلاته على تهميش دور المرأة العدنية في اوساطه واعتمدت رضية إحسان الكتابة الصحفية بديلاَ مؤقتاَ للاطار السياسي للمرأة الذي تطلعت الى تأسيسه ليستوعب نشاطها . وعكست من خلال هذه الكتابة خطاباً نسائياَ في مواجهه الخطاب الذكوري العام.
- السيدة هانم جرجرة:
كان لها ايضاً شرف الريادة في المجال الصحفي آنذاك كإمرأة عدنية اشرفت على تحرير ركن المرأة في صحيفة اليقظة ومن خلاله اثارت الكثير من القضايا المتعلقة بالمرأة العدنية مثل التعليم والخروج الى ميادين العمل والمشاركة الفعلية في المجتمع.
وتجدر الإشارة الى أن الكتابات النسائية في المجال الصحافة العدنية تعددت وبأسماء حقيقية او مستعارة، حيث كانت العديد من المشاركات خوفاَ من الاهل والمجتمع لا يشاركن بأسمائهن الحقيقية، وتجاوزت المرأة العدنية الحديث من قضاياها الخاصة بصورة مباشرة الى الحديث عن قضايا المجتمع بشكل عام. حيث تناولت الكتابات النسائية الحق السياسي للمرأة العدنية وارتباطه بالواجبات المتعلقة بالمرأة كمواطن وهذه رؤية لم يجسدها الرجل في كتاباته حول هذا الحق ، كما اتصفت الكتابات النسائية العدنية بالتحرر من القيود السياسية والعقائدية التي عكست نفسها في كتابات الرجال . وتميزت الاقلام النسائية بالجرأة والتمرد في اختيار موضوعاتها. فقد فجرت هذه الاقلام قضيتي الحجاب والحقوق السياسية للمرأة في وقت اشتدت هجمه رجال الدين والمتزمتين من اهالي عدن حولهما. واصبحت الكتابة حول اهمية التعليم – والعمل – والتحرر من الحجاب والمشاركة الفعلية في المجال السياسي والثقافي من اهم القضايا التي تتم مناقشتها باستمرار ومشكلة المرأة من ناحية الزواج المبكر والمشاركة السياسية للمرأة. ولم يقتصر دور الصحافة في هذا المجال بل أتاح للمرأة المجال لعرض انتاجها الادبي بعد ان اعاق المجتمع العدني المحافظ المرأة عن اخراج كتاباتها وتقدمها في الاوساط الثقافية العدنية. ولكن تمكنت العديد من الاديبات والشاعرات من البروز على الساحة وعبرت المراة بوابة الصحافة بشكل خاص ووسائل الاعلام بشكل عام عن كل ارائها وتطلعاتها.
المحور الرابع : استعراض للرائدات العدنيات في مجالات العمل:
أولا : في مجالات العمل:
رفضت المرأة العدنية أن تبقى أسيرة العمل في السلك التعليمي دون غيره من مجالات العمل فالتحقت بالعمل في مجال الإدارة والسكرتارية والتمريض ...الخ
فقد تقدمت العديد من العدنيات الشابات للعمل في شركة BP للعمل في المجالات الإدارية والسكرتارية منهن :
- علوية السيد " سكرتارية"
- فوزية سعيد
- صفيه خريسان
- رجاء كوكني
- فوزية مريسي
- هند كامل
- سعاد كامل
- ملكه حسن
- الهام جعفر
- أمنه شرماني
- نجوى سعيد.
وعند افتتاح مستشفى المصافي تقدمت العديد من النساء العدنيات بالعمل كممرضات وقابلات ..الخ ومنهن
- في التمريض :
- ثريا إسكندر
- كلسم
- سهام ميري الملقبة بـ الهام
- أمنه بسس
- في قسم العلاجات :
- بنت كتكت
- نجيبه عجمي
- فتحية شفيق
- نور الزمان
كما أن عدد من شابات عدن التحقن للعمل كمضيفات طيران في شركات الطيران العدنية العاملة أنذاك وهن :
- آسيا إبه
- سعاد نبيه
- زينات فقير
- سعاد عون
- ملكه عبداللاه
المحور الخامس : استعراض للرائدات العدنيات في المشاركات الاجتماعية :
أن أجواء عدن المفتوحة انعكست على بواكير وامتزاجها ثقافات متعددة بتعدد الجاليات التي سكنتها لذا وخلال خمسينيات القرن العشرين ظهرت مسابقات ملكات الجمال بعدن واستمرت الى مابعد الاستقلال ، واشهرمن تم التوصل لهن وتم تتويجهن على عرش ملكات جمال عدن هن :
- ملكة عبداللاه
- سهام عجمي
المحور السادس : الجمعيات العدنية النسائية ودورها الثقافي المجتمعي.
أولا: جمعية المرأة العدنية :
اسستها الفقيدة رقية محمد ناصر ام صلاح تمكنت الجمعية من كسر طوق العزله ووضع معالم نشاطها محدثة نقله نوعية تميز فيها النشاط بين محو امية المراه –وفتح صفوف التقوية للطالبات والتدابير المنزلية تطريز اشغال يدوية .
ثانيا: نادي نساء عدن :
في عام 1954م كانت السيدة نبيهه حسن علي انتخبت كاول امراه عدنية لرئاسة (نادي النساء عدن )
ثالثا: الجمعية العدنية النسائية :
تشكلت في عام 1957 م برئاسة السيده سعيده باشراحيل وعضوية كل من الرائدات "رضية احسان الله" ، "ليلى الاعجم" ، "صافيناز" ، "نورا خليفه" ، "فطوم سالم علي" ، "ونبيهه حسن علي" و"فطوم علي عبده" .
وبعد النجاح الذي حققه نادي نساء عدن فضلت قياداته تغيير أسمه الى "جمعية المرأة العربية" عام 1960م، وترأست الجمعية السيدة رضية احسان الله الشخصية النضالية المعرفة في الميدان في عدن .
خلاصة الورقة البحثية :
- لا يوجد مستحيل في ظل أي ظرف قهر في المجتمع فيمكن لنا ان نضيئ شمعة في نفق مظلم وأن تدافع المرأة بالعصر الحاضر مستلهمة الأدوار النضالية للمرأة في ستينيات القرن الماضي لاستعادة حقوقها التي سلبت منها في المراحل التي تلت قيام الوحدة اليمنية في العام 1990.
- ظهرت معظم الرائدات في فترة ما قبل الاستقلال بصوره أوضح لوجود انفتاح وامتزاج لثقافات وقوميات متعددة وجدت في عدن أبان الاستعمار البريطاني مما أنشئ تسامح عرقي وطائفي ومدنية في عدن ليس لها مثل في الجزيرة العربية ، وكذا وجود الحركات العربية التحررية والنهضة الفكرية المصاحبة لهال في الأقطار العربية الثورية آنذاك للمجتمعات بشكل عام وللحركات النسوية بشكل خاص .
- كان لظهور الصحف ووسائل الاعلام المختلفة والحركة التنويرية والتعليم في الوطن العربي وفي عدن بشكل خاص أثر في توعية النساء ف وتغيير افكارهن مما ولد شاعرات وكاتبات وصحفيات وفنانات . وأصبحت المرأة تناقش افكارها بالعلن وعبر هذه الوسائل.
المراجع :