انعدام الأمن الغذائي.. سرطان حوثي ينهش في عظام السكان
يمثِّل انعدام الأمن الغذائي أحد التبعات الخطيرة التي نجمت عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وتوثِّق العديد من التقارير الأممية حجم المآسي التي يعانيها السكان فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي، في ظل تفشٍ مرعب لغول الجوع الذي يلتهم الجميع.
ففي هذا الإطار، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، إنَّ مسحًا أجراه في 133 منطقة كشف أنَّ 25% من المواطنين يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وأوضح المكتب الأممي في بيان، أنَّ المسح شمل سبعة ملايين و900 ألف شخص، نحو مليونين منهم يواجهون شح الغذاء بدرجة كبيرة.
انعداء الأمن الغذائي وسوء التغذية ساهما بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية على صعيد واسع، حيث تقول تقارير أممية إنّ معدلات سوء التغذية المرتفعة تزداد تعقيدًا بسبب نقص الغذاء وممارسات التغذية السيئة المتبعة في المنازل والأداء دون المستوى لأنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وتفشي الأمراض وتدهور الاقتصاد.
وفي توثيق مرعب للوضع الراهن،
فإنّ هناك 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.
هذه التوثيقات المرعبة تدق المزيد من نواقيس الخطر فيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، وهو أمرٌ يستلزم من جانب ضرورة العمل على وقف الحرب، وتكثيف جهود الدعم الإغاثي من جانب آخر.
وبات لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس مزيدًا من الضغوط على المليشيات الحوثية لإجبارها على وقف الحرب القائمة منذ أكثر من ست سنوات، وذلك بالنظر لما أحدثته الحرب من أزمة إنسانية قاتمة.